أَخْرِجْ مِنَ الْحَبْسِ نَفْسِي، لِتَحْمِيدِ اسْمِكَ. الصِّدِّيقُونَ يَكْتَنِفُونَنِي، لأَنَّكَ تُحْسِنُ إِلَيَّ. (مزمور7:142)

لقد وُضِعنا تحت تأثير الشَّر منذ أن أخطأ أبونا الأوَّل آدم، وهكذا صارت روحُ البشرية جمعاء في السِّجن. ولكن عندما دفع يسوعُ ثمن فدائنا، تحرَّرنا من دينونة الخطيئة. اليوم ليس علينا مطلقًا قبول أيِّ أمر من الشَّيطان، أو الخضوع لرغباته. بالنِّهاية، لقد حرَّرنا ابن الله تمامًا من بموته على صليب الجلجثة.

إذا رجِعَ المسيحيُّ لفعل الخطايا، فسوف يُستعبَد ثانية تحت يد الظَّالم. وهكذا يلزمه اعترافٌ أمينٌ وصادقٌ، وتوبة كاملة من هذه الخطيئة حتى يتحرَّر من أسر العدوِّ. فإذا توقف عن ممارسة الظلم فقط، لن يكون حرَّاً تماماً. حتى لو مرَّ 50 عامًا أو أكثر، من الضَّروري الاعتراف للربِّ، لأنَّ مرور سنواتٍ عديدة دون ارتكاب الخطأ، لن تفديك من تجاوزاتك.

إنَّ الربَّ الإله أمينٌ وعادل حتى يغفر لنا ذنوبنا (يو9:1) ويخلِّص الذين تابوا وقبلوا يسوع كسيِّدٍ وربٍّ. أمَّا بالنِّسبة للذين نالوا الخلاص وسقطوا مرَّة أخرى في التَّعدي، لا توجد طريقة للحصول على الحرِّية سوى الاعتراف بخطاياهم. فقط من يعترف ويترك خطيئته يُغفر له. من ناحيةٍ أخرى، لا جدوى من أن يكفَّ الإنسان عن فعلِ الخطيئة إذا لم يطلب المغفرة، لأنه يبقى في يد العدوِّ.

دون أن تكون حرًّا، لا تستطيع روحُك أن تسبِّح اسم الربِّ. حتى لو حاول أحدٌ أن يسير في النُّور، إذا لم يتحرَّر من السِّجن الرُّوحي الذي يبقيه تحت سلطة الشَّيطان، فلن يجد الحرّية الحقيقية. أولئك الذين يقبلون خطة الخلاص، ويقبلون يسوع كمخلِّصٍ، يصيرون خليقة جديدة، وبالتالي لا يدينون بأيِّ شيءٍ للشَّيطان (2 كو17:5). ورغم ذلك، إذا وقعوا في معصيةٍ، فعليهم أن يعترفوا بها لله.

عندما تكون الكنيسة في الصَّلاة، يحدث شيءٌ جميلٌ. يقود الربُّ البعضَ للصَّلاة بألسنة الملائكة، وعندما يتشفَّعون، ويُحيطون بشخص نال الخلاص بصلواتهم، يظلُّ هذا الشَّخص محصَّنًا ضدَّ الشِّرير. إنَّه لأمر رائع ما يفعله الله لجميع الذين يخدمونه من خلال النِّعمة التي يعطيها. من تحرَّر عليه أن يحرص ألَّا يخطئ مرَّة أخرى حتى لا يصيبه أسوأ.

إذا كنت قد خلصتَ بالفعل، فلا تخضع لإرادة الشَّيطان، لأنَّك بعد أن تقبل فداء يسوع لصالحِك، تحصل على الحرِّية الكاملة من آلامك. الآن، يمكنك استخدام اسم يسوع ضدَّ أيِّ عمل من أعمال الشَّيطان. لذلك، من الجيِّد أن تتحقَّق ممَّا إذا كان لا يزال هناك خطأ ما في حياتك، وإذا كان هناك شيء خاطئ، فتخلَّص منه إلى الأبد. إذا قمتَ بذلك، فسوف تتمكَّن من التَّمتع بالحرِّية الموجودة في الإيمان بيسوع.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز