-
-
لِذلِكَ لا تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ، وَلاَ الْخُطَاةُ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ (مزمور5:1).
إذا تآمر المُنحرفون- أولئك الذين يفعلون الشَّر ويسعدون بإيذاء الآخرين واحتقارِهم، وحاكوا الشَّر ضدَّ النَّاس عامَّة- وضدَّ الأشرار- أولئك الذين لا يهتمُّون بما يقوله الله، ويفضِّلون الانغماس في الأكاذيب والتلاعب للحصول على عطيَّة ما- إذا انتبهوا إلى الغاية التي سيصِلون إليها، سيبدؤون التَّصرف بشكلٍ مختلف.
هناك لحظاتٌ يجب أن نتوقَّف عندها، نحاجِج الربَّ بسببِ الشَّر الذي يهاجمنا، مثل مرضٍ عُضال، أو مشكلة عائلية، أو حادث خطير، أو مشكلة مالية. إذا مررنا بهذه اللّحظات بدون وجود الله إلى جانبنا، كمُدافع عنَّا، فلن ننجح أبداً.
لا يظهر الأشرارُ في المحاكمة أبداً، وهي حالة يسمح الله لنا فيها أن نأتي بخصمنا أمامه كي نتحرَّر ممَّا يُصيبنا. ولكن، إذا كنَّا قد سمَحنا للشَّر أن يتصرَّف بسبب أفعالنا، قبل الوقوف في المحاكمة، يجب أن نصحِّح الأمور مع الربِّ، ونعترف بخطئِنا كي نحصل على الغفران الذي يمنحه لنا. وهكذا، ننتصر بالعون الإلهي.
في المحاكمة، سيفعل العدوُّ كلَّ ما في وِسعه لاتِّهامنا، وإذا لم نكن حازمين في إعلان الحق، فلن نتحرَّر (يو٣٢:٨). لذلك، لا تسلك في مشورة الأشرار أبدًا، حتى لو بدتْ أكثرَ ربحًا أو إمتاعًا. أفضلُ شيء هو أن تثق في العليِّ، وأن تمنحه السِّيادة على حياتك، بدلاً من إعطائها لشيطان التَّجربة. إذا قمتَ بذلك، فلن تخسرَ شيئا أمام الله أبداً.
فقط أولئك الذين اغتسلوا بدم يسوع ونالوا الفداء يمكنهم دخول جماعة الأبرار. ولكنَّ العديد من الذين دخلوا بالفعل، بعد مرور بعضِ الوقت، سمَحوا لأنفسهم أن يسلكوا في طرق العدوِّ القذرة والشِّريرة. البعض فعلوا أشياء أسوأ من الخطأة الضَّالين. على أيِّ حالٍ، يجب أن يكونوا مستعدِّين، لأنهم لن يُحسَبوا من جماعة الأبرار، بل سيعانون بمرارة من الخسارة الأبدية.
إذا كان الأمر كذلك، فلماذا تترك نفسَك مدفوعًا بأكاذيب الشَّيطان مادام من المُمكن أن تعيش في محضر الله الواحد؟ الآن، الربُّ كلِّي القدرة وهو محبَّة في نفس الوقت. لن ينقصك شيءٌ معه، وستكون محميّاً، وآمِناً من الشَّر وسهامه القذرة والمدمِّرة. هذه لحظة للتفكير. هل تريد النِّهاية البائسة للشِّرير والأشرار، أم تريد أن تعيش مع يسوع إلى الأبد؟
لذا قبل فواتِ الأوان، اتَّخذ القرار الصَّحيح: كُنْ ابناً يُسِرُّ الربَّ. ما الفائدة من امتلاكك لأكثر من حبيبٍ واحد على سبيل المثال! إذا كانت نهايتك ستكون في بحيرة النَّار؟ لماذا لا تكرم ما أعطاك الله إيَّاه؟ القرارُ لك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز