-
-
اُذْكُرْ يَا رَبُّ دَاوُدَ، كُلَّ ذُلِّهِ. (مزمور1:132)
بعضُ النَّاس لا يفكِّرون إلَّا في أنفسِهم، ويرغبون في الحصول على سلعٍ مادية، وأن يكونوا أصحَّاء ويعيشون في رخاءٍ. هذه الأشياء جيِّدة، لكنَّها تُمنح كامتدادٍ لملكوت الله وبرّه، الذي يجب السَّعي له في المقام الأوَّل (لوقا 12، 31). الإنسان أكثر احتياجًا ممَّا يعتقد، وعندما تكتمل منطقته الرُّوحية، تكتمل جميع المجالات الأخرى أيضًا.
علِم داودُ أنه ينبغي أن يطلبَ من الربِّ أن يذكره. هذا النَّوع من الصَّلاة يجب أن يؤدِّيه الذين وضعوا الله في المقام الأوَّل، حتى يحصلوا على كلِّ اهتمام من القوَّة السَّماوية. عندما يدعو العليُّ شخصًا لعملٍ خاصٍّ، فإنَّه سيذكر الذين أرادوا منه استخدامهم. افهم أنَّ الآب يريدك أن تقدِّم نفسَك كشريكٍ في العمل.
إن كان الله سيختار شخصًا من جماعتك ليجعله رجل أعمالٍ ناجحًا، فهل يمكنه اختيارك؟ هل ستكون جاهزًا للاستخدام؟ إذا اختار شخصًا للمساهمة مالياً في بناء كنيسة في مدينة أخرى، فهل يفكِّر بك؟ أراد داودُ أن يتذكَّره الربُّ دائمًا. هل يحدث لك نفس الشَّيء؟ هل ترغب في أن يتذكرك الآبُ السَّماوي؟
بالنِّسبة لداود، يجب إطاعة الوصايا الإلهيّة. وكلّ ما قاله القدير، اعتبره وصيَّة، أمرًا عليه اتِّباعه. إذا كان لديك نفس الشُّعور، فتأكَّد أن العليَّ سوف يذكرك. الآن، من ليس أميناً في القليل، لن يُعطى الكثير (لوقا١٠:١٦). أنجِز ما أعطاه الله لك.
عندما ترى أشخاصًا يبيعون أجسادهم في الدَّعارة، أو يشوِّهون أجسادهم لتصبح طبيعتهم مخالفة لِما منحه الله لهم، أو يؤذون أنفسَهم بالمخدَّرات، فماذا تشعر في قلبك؟ عندما يلمّح لك شخصٌ ضعيفٌ إلى إقامة علاقة خارج نطاق الزَّواج، ما هي ردَّة فعلك؟ هل اكترثتَ بالمصير الأبدي للخطأة أم تعتقد أنَّهم حقًا يستحقون العذاب في الجحيم؟
إذا كان عملُ الله، ومصير الضَّالين، ومعاناة أفراد عائلتك لا يمسّ نفسك، فكيف سيذكرك الربُّ في عمله تجاه الإنسانية؟ لم يختار الآب شخصين ليكونا مثل جزيرة من الرَّخاء والسَّعادة. حقًا، إنَّه يبحث عن خدَّام يرغبون في أن يكونوا أدواتٍ بين يديه وأن يحقِّقوا مقاصده.
يريدُ الله أن يذكّرك، من أجل مصلحتك، بكلِّ تجاربك. لهذا يدعوك للدُّخول من الباب الضَّيق والطريق الشَّاق (متى١٣:٧). وهكذا يمكن أن يختارك الله للقيام بشيء ينفعك إلى الأبد، من خلال الخلاص.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز