-
-
أَنَّكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ اسْتَغْنَيْتُمْ فِيهِ فِي كُلِّ كَلِمَةٍ وَكُلِّ عِلْمٍ، (1كورنثوس5:1)
يبدأ بولسُ هذه الرِّسالة إلى أهل كورنثوس قائلاً إنه شكرَ الربّ من أجلِهم لقبول نعمة الله التي أُعطيت لهم في المسيح يسوع. ثمَّ يقول الرَّسول أنَّهم في المسيح اغتنوا في كلِّ كلمة ومعرِفة. ينطبقُ هذا أيضًا على كلِّ الذين دعاهم الآبُ، وقدَّسهم ومسَحهم ليكونوا خدامًا للعهد الجديد.
فكِّر في الأمر: في كلِّ شيء تمَّ إثرائُنا فيه، وهذا يعني أنَّه لا يوجد فقرٌ روحيٌّ في حياتنا، بل الغِنى في كلِّ شيء. وهكذا، لا يوجد سببٌ للخوض في الحياة دون اختبارِ كلِّ القوَّة التي يمتلكها الله؛ أعماله العجائبية ومجده العظيم. ما دُمنا قد اغتنينا في المسيح في كلِّ شيء، فلا شيء ينقصُنا. نحن بحاجة إلى طلبِ الارشاد من الله القدير لنتمتَّع بما يقوله لنا.
بدون يسوع، كما قالَ هو نفسه، لا يمكننا أن نفعل شيئًا (يوحنا 15: 5). لكن فيه، نحن أغنياء في كلِّ شيء، لذلك يُمكننا أن نفعل نفس الأشياء التي فعلَها. حتى إكثار الأرغفة إذا لزِم الأمر؛ تحويل الماء إلى خمرٍ، إذا لزم الأمر، أو إقامة الموتى إذا أمرنا الربُّ بذلك. يمكننا أخيرًا أن نُظهِر للعالم ما يمكن أن يفعله الإيمان بالمسيح لكلّ من يؤمن به.
لنكُن صادقين، إنَّ إدراك هذه الكلمات تبدو وكأنَّها جنونُ واعظ غير مسؤول، ولكنَّ الجنون هو في الواقع في الدُّروس السَّلبية والهزيلة وغير الصَّالحة التي تعلَّمناها. وفقًا لبولص، لقد اغتنينا في كلِّ كلمة، لذلك لا يوجد شيءٌ يمكن أن يمنحه إلهنا لشخصٍ ما، لم يهبنا إيَّاه. نحن أغنياء بالكلمة التي ستحُلُّ المشاكل.
لم يجعل الربُّ لمعرفتنا حدوداً. بدلاً من ذلك، أعطانا حكمة عظيمة في المسيح. والمطلوب منَّا المزيد من الوقت في حضرة الله، والتكريس له، واحترام النَّواهي، والتحرُّر من الأشياء الماديّة. وبذلك سنتمكَّن من الوصول إلى حيث علَّمنا الله وقادنا إليه.
حانَ الوقتُ لتغيير الطريقة التي تصلِّي بها. علينا أن نتوقَّف عن الصَّلاة بشكلٍ سلبيّ وأن نبدأ التشفّع بحزمٍ، لأنه إذا كانت النّعمة الإلهيّة قد أغنَتنا، فلماذا نسأل الربَّ بإصرارٍ عمَّا إذا كان ينبغي لنا أن نصدِّق ما يقوله الكتاب أم لا؟ إذا فعلنا ذلك، فسيكون الأمرُ كما لو كنَّا ندعوه كاذبًا. ما قاله يجب أن يُصدَّق ويُؤخذ على أنَّه حقيقة كاملة.
سيمنح الله القوَّة لأيِّ شخص يجرؤ على الإيمان بطريقة كتابية ويريد أن يفعل مشيئته. عند مواجهة أيِّ نوعٍ من هجمات العدوِّ، أظهِر التَّصميم واليقين والشَّجاعة، لأنَّ ما تقوله الكلمة هو الحقيقة المطلقة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز