-
-
تَذَلَّلْتُ إِلَى الْغَايَةِ. يَا رَبُّ، أَحْيِنِي حَسَبَ كَلاَمِكَ. (مزمور107:119)
من أهم الانتصارات التي يحقِّقها العدوُّ في حياة الإنسان هي أن يجعله قلقًا، وذاك يجعل نفسَه مضطربة. وبالتالي، فإنَّ عدم السَّيطرة على ما يحدث لك، يجعل روحك منفتحة على أفعال المُخادع الضَّارة. الشَّخص المُصاب لا يفكِّر بشكلٍ صحيح، ولا يستطيع التأمُّل فيما يقوله الله ولا يصلِّي كما ينبغي. ذلك لأنَّ البلاء يقود الشَّخص إلى حزنٍ غير معقول، حيث يشعرُ الإنسان بضرورة فعلِ شيءٍ ما لكنَّه لا يعرف ماذا يفعل.
قال كاتبُ المزمور إنَّه كان مضطربًا للغاية، ممَّا يعني أنَّه كان في حالةٍ ذهنية لا يستطيع فيها التَّحكم في نفسِه، وهذا ليس جيدًا. من يعيش في مِثل هذه الحالة الذِّهنية يُمكنه مغادرة المنزل أو ارتكاب فعلٍ خاطئ ومُحزن. لذلك إذا كانت روحك تعاني من عدم الحصول على شيءٍ ما أو الشُّعور بأنك تحتاج إلى فِعل شيءٍ ما ولا تستطيع، فإنَّ الحلَّ هو اللُّجوء إلى كلمة الله وطلب الربِّ لإخبارِك عن حلٍّ لهذا الشَّر.
كلُّ من يتألم بشدِّة يحتاج إلى أن ينعشه الآبُ، وعندها فقط تخرج من أيدي العدوِّ. الله يُنعش الإنسانَ من خلال كلمته. بالنِّسبة لي، السَّبب في وضع هذا المزمور في الكتاب المقدَّس هو أنَّ كلَّ من يعاني سيتخبر الانقاذ إذا صلَّى وطلبَ النَّجاة. لاحظ أنَّ القدير يفعل كلَّ شيء من خلال كلمته. لذلك، اطلب مساعدة الله واقرأ مزمورًا أو فصلًا من البَشائر.
يُمكن للإنسان أن يَضعف عقله، مثل الذي يعاني من ضعفِ الجسم، فتظهر الأعراض. هناك العديد من الأفراد ذوو المشاكلِ غير الجسدية، على الرُّغم من أنَّ الشَّخص يعاني من مرضٍ جسدي. فعندما يكون جذر المشكلة في الرُّوح، قد يظهر المرض ويمكن أن يظهر في جزءٍ من الجسم. في الواقع، غالبًا ما تُقاس حالة روح الشَّخص بما يحدث للجسد. لذلك، اعتني بالدِّيكور الدَّاخلي حتى يكون المظهر الخارجي صحيًّا.
إذا كنت تعتقد أنَّ شيئًا ما ليس جيدًا أو بحاجة إلى تحسين، صلِّ من أجله، ولا تفكِّر فيه طوال الوقت. أولئك الذين يعتقدون أنَّ شيئًا سيِّئًا يُمكن أن يحدث لهم يفتحون الباب أمام الكثير من الشُّرور الانتهازية التي تظهر في أجسادِهم. ومع ذلك، عندما يكونُ قلب الإنسان تحت ضغطٍ كبيرٍ. تؤثر البلايا عادةً بشكلٍ مباشر أو غير مباشر على صِحَّة الشَّخص.
سلِّم طريقك إلى الربِّ، وثِق به أيضًا (مزمور٥:٣٧). هذه واحدة من أفضل المواقف التي يُمكنك امتلاكها. لا تهتمُّوا بشيء، ولا تحزن لشيءٍ لم ينجح، ولا تنخدع بأكاذيب العدوِّ. كُنْ حازماً وثابتاً فيما يُعلنه الله لك. عندما تصدِّق ما تقوله الكلمة، يُمكنك التَّحرُّر من تهديدات العدوِّ. لقد ترك لنا يسوع سلامه، ولا يمكن لأحدٍ أن يسلبه من المؤمنين (يوحنا٢٧:١٤).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز