-
-
مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ يَا رَبُّ تُحْيِينِي. بِعَدْلِكَ تُخْرِجُ مِنَ الضِّيقْ نَفْسِي، (مزمور11:143)
لا يُبالغ الشَّخص عندما يشعر أنَّه لا يمتلك المزيدَ من القوَّة للمقاومة. عدمُ وجود الشَّركة مع الربِّ يُضعِف الرُّوح، كما يُضعِفُ الجسَد عندما لا يتغذَّى بشكلٍ صحيحٍ. الشَّركة من خلال وحي الكلمة. أمَّا المتديِّنون، فعلى الرُّغم من أنَّهم يعملون بجدٍّ لتطبيق مبادئ كنسيّة، إلَّا أنَّهم غير قادرين على الاستماع لصوت الله أو التَّحدث إليهِ.
تتكوَّن المجموعة التي لديها أكبر عدد من الأشخاص دون حياة من رجالٍ متديِّنين. وهم يتلون صلواتٍ كتبها أناسٌ ليس لديهم روح الربِّ، لأنَّه لو كان لديهم الرُّوح القدس، لكانوا قد سمِعوا ما يقوله الكتاب المقدَّس. يقولُ الإنجيلُ أنَّ كلَّ من يضيف شيئًا إلى الوحي سوف يزيد الله عليه الضَّربات المكتوبة في سفره، ومن يحذف شيئًا، يحذف الله اسمَه من سفر الحياة (رؤيا 22: 18-19).
من يشعر بأنَّه بلا حياة، بلا طاقة، يجب أن يسعى إلى إحياء روحه من الربِّ، بدون هذا الإحياء لن يكون لديه أدنى شرط للتَّغلب على التَّجارب التي تظهر. حتى في كنائسنا ومع الأشخاص الذين يبشِّرون بالكلمة، يمكن أن يحدث هذا النَّوع من الإحباط. أولئك الذين يتركون الكلمة ويتبنَّون الطريق الخاطئ، سيعانون من الضَّعف سريعاً كما لو أنَّ الله لم يوجد في حياتهم أبداً.
لا ينبغي أن يتمَّ طلب الانتعاش الرُّوحي من الربِّ بناءً على ما يظنُّه الشَّخص من استحقاقٍ بشري، ولكن بناء على الحبِّ الذي يتَّسم به الخالق لاسمِه. هذه واحدة من أقوى الطلبات التي يُمكن القيام بها وبدون أدنى شكّ سيقبلها الآبُ. ولكن علينا أن نطلبَ من كلِّ قلوبنا، دون ادِّعاء. عندما تصلِّي باسم الربِّ، تُعطى مشورة روح الربِّ من خلال هذا المزمور، وسيستجيب الله لصراخك على الفور.
طلبَ كاتبُ المزمور أيضًا، من أجل برِّ الله، أن تُنتزع روحُه بسببِ الألم الذي كان يُعانيه. وعندما كتبَ ذلك، لم يكن برُّ الربِّ قد تمَّ بعد. صلَّى المرنِّم متطلِّعاً إلى الأمام لتتوفَّر لديه القوَّة. الآن، عندما ذهب يسوع إلى صليب الجُلجلة، دفع ثمن فدائنا، وتحقَّقت العدالة الإلهيَّة بالكامل، اليوم يُعطى كلُّ شيءٍ للإنسان.
لا تترك نفسك مضطربة، فقد وعد يسوعُ أنه سيزورنا، وستفرح قلوبنا (يوحنا٢٢:١٦). عندما يحدث لك هذا، في الحال، سترى أنَّ الحزن سيفتح طريقًا للفرح، وبالتالي، كلُّ ما عليك فِعله هو الإيمان، لأنَّ كلَّ ما تطلبه، باسم يسوع، سوف يتحقَّق. اختبرَ داود في أيامه، حقيقة الوعد الإلهي. تمامًا كما فعلَ كاتب المزمور، عليك أن تسأل أيضاً، وتؤمن، وتختبر أفضلَ ما يذخره الله لك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز