-
-
وَأَمَّا عَنْ تَكْرَارِ الْحُلْمِ عَلَى فِرْعَوْنَ مَرَّتَيْنِ، فَلأَنَّ الأَمْرَ مُقَرَّرٌ مِنْ قِبَلِ اللهِ، وَاللهُ مُسْرِعٌ لِيَصْنَعَهُ. (تكوين32:41)
أمرٌ جيِّد أن ننتبه لِما يقوله الربُّ. علاوةً على ذلك، عندما نفهم الرِّسالة، يبدو الأمرُ كما لو أنَّه تحدَّث إلينا مرَّة أخرى. تكلَّم يوسُف في مِصر عن هذا الإيمان لفِرعون، قائلاً إنَّ حقيقة تكرار الله للوحي تُظهر عزمه له، وأنه سوف يُسرع في فِعل ذلك. الملك داود، على سبيل المثال، أعلن أنه سمع مرَّتين أنَّ القدرة هي للقدير (مز11:62).
عندما وصلَ يسوعُ إلى بيت صيدا، أحضرَ النَّاس إليه رجلاً أعمى. ثمَّ أخذه من يده وأخرجه من القرية. وبعد ذلك تفلَ على عينيّ ذلك الرَّجل ووضع يديه عليه. بعد ذلك سأله هل ترى شيئاً؟ ردَّاً على سؤاله قال الأعمى إنَّه رأى الرِّجال كأشجارٍ. ثمَّ وضع السَّيد يديه عليه مرَّة أخرى، وعندها رأى الرَّجل كلَّ شيء بوضوح. اللَّمسة الثانية ليسوع تعيد لنا الرُّؤية الواضحة (مرقس 8: 22-25).
هناك الكثير من النَّاس الذين يَحضرون اجتماعاتنا، لكنَّهم لا يخدمون الله بعد. إنَّهم يعلمون أنَّ يسوع هو الطريق الوحيد، ولكن عندما يرون الآخرين يستخدمهم الربّ، فإنَّهم يقولون إنَّهم لا يفهمون لماذا لا يستخدمهم الله أيضًا. لا يُمكن للرُّعاة إرضائهم أبداً، وإذا عَمِل شيء وفقًا لغير ما يحلو لهم، فسُرعان ما يبتعدون عن طريق الله. ولكن إذا سمِعوا للمرَّة الثانية ما تمَّ الإعلان عنه، فسينتصرون أيضًا.
الحقيقة هي أنك إذا سمِعت كما يستمع الجميعُ- فقط بأذن طبيعية- فإنَّ الإيمان لا يأتي إلى قلبك؛ ولكن عندما تسمع للمرَّة الثانية، تفهم الوحي، يتمُّ منحه القوَّة والمهارة. يعلِّمنا الكتاب المقدَّس أنَّ الإيمان يأتي من خلال الاستماع والخبر بكلمة الله (رومية10: 17ب). عندما تسمع للمرَّة الثانية، ستفهم أنَّ وقت استخدام القوَّة التي يمتلكها الله قد حان؛ ولكن لا تؤجل لأنه في عجلة من أمره.
الاستماع بأذنك الدَّاخلية، وكأن الله يكرِّر ما قاله. من يسمع للمرَّة الثانية لا يحتاج إلى الانتظار حتى يمتلك ما تمَّ الإعلان عنه. من خلال فهم ما يقوله الله، يُسمح لك بالتصرَّف باسمه، وتحديد ما تحتاج إليه. أي تأخير في إكمال المشروع سيكون بسببك فقط. اِعلم أنه عندما تفهم الوحي يكون الله في عجلة من أمرهِ.
قال يسوعُ أنَّ أحد التلاميذ الاثني عشر سوف يخونه؛ سمع الجَميع مرَّة واحدة، ويهوذا مرَّتين (متى20:26، 21، 25). كان الربُّ يعطيه فرصة للتوبة. بما أنَّ الخائن لم ينتهز الفرصة، فقد أعطاه يسوع قطعة من الخبز (يو26:13)، وخرج لتنفيذ قراره (انظر الأعداد 30:27). سمع التلاميذ الآخرون مرَّة واحدة فقط وبالتالي اعتقدوا أنه سيغادر من أجل شراء شيء للحفل أو ليعطي شيئاً للفقراء (انظر 28.29).
كشفَ يوسف لفرعون أنَّ الحُلم الذي كان يقصده هو أنه سيحصل على سبع سنوات من الازدهار، ثمَّ سبع سنوات أخرى من الجوع. إذا لم يُسرع ذلك القائد، فسوف يعاني شعبه من سنوات المجاعة، وسيكون ذلك خطأه. ثمَّ وُضِع يوسُف كسلطة مطلقة على البلاد وأنقذ أمَّته من المجاعة التي أُعلن عنها (تكوين41: 28-57).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز