-
-
فَدَفَعَ رَئِيسُ بَيْتِ السِّجْنِ إِلَى يَدِ يُوسُفَ جَمِيعَ الأَسْرَى الَّذِينَ فِي بَيْتِ السِّجْنِ. وَكُلُّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ هُنَاكَ كَانَ هُوَ الْعَامِلَ. (تكوين22:39)
طريق يوسُف في مِصر من أجمل الطُّرق التي تمَّ مشاهدتها. لقد كان ابنًا لأبٍ نبيلٍ، وقد بيع للعبودية، وحتى عندما أتيحت له فرصة ارتكاب الخطيئة، رفضَ أن يفعل ذلك بسببِ احترامِه للربِّ الإله. فضَّل أن يعيشَ حياة طبيعية على أن يستمتع بالملذَّات التي يُمكن أن تمنحه أوقاتًا حسَنة في منزل سيِّده. لأنَّه كان مقدَّسًا، تمَّ أخذه إلى السِّجن بتهمةٍ باطلة، ولكن كخادمٍ لله العليِّ تمَّت ترقيته سريعًا.
سيكونُ متميِّزًا عن الآخرين كلُّ من ينتمي إلى الربِّ دائماً؛ لا داعي للترويج لنفسِك، دعْ نفسَك تُتَّهم في ممارساتٍ خاطئة أو تُتَّهم بخيانةِ شخصٍ ما. يعرفُ الآبُ كيف يُلَمِّع صورة شخصٍ ما. كان يوسُف هو الأسيرُ الذي يأمرُ الآخرين في السِّجن المصري خلال وقتٍ قصيرٍ. حدث هذا بسبب إخلاصِه لله. من تجرفه التَّسهيلات المُقدَّمة سيرى أنَّها انقلاب من العدوِّ.
عندما يُدرِكُ ابنُ الله أنَّ يدَ الله السَّماوية وضعته في تلك المهمَّة، وقادته إلى أن يُصبِح عضوًا في عائلة معيَّنة ويَعترف بها، فإنَّه يتَّخذ الخطوة الأولى نحو النَّجاح. أولئك الذين ينتمون إلى العليِّ يسحبون الماء من الصَّخر، ويطفئون النَّار المُشتعلة ويغلِقون أفواه الأسود (إشعياء21:48؛ 2 ملوك1: 1-19؛ صموئيل الأول 17: 34-36). يوجد في نفوسِ خدَّام الله المَسحة التي لا تسمح لهم العيشَ في خزيٍ.
إذا تمَّ استدعاؤهم لإدارة شركة ما، على سبيل المثال، فسُرعان ما يُظهرون أنَّهم قادرون ومُخلِصون وصادقون؛ إذا تمَّ انتخابُهم لمنصبٍ عام، فلا يُسيئون استخدام السُّلطة التي مُنِحَت لهم؛ إذا كان يشغل منصبَ مديرٍ، فإنَّ إدارتهم، بعد فترةٍ طويلة، تُصبح مرجِعاً للآخرين. يَسعَدُ الآبُ السَّماوي برؤيةِ أولاده يتبعون توجيهاته. لهذا السَّبب يدافع الربُّ بنفسِه عن شعبهِ أو يساعدهم في أوقات الحاجة. - مزمور35
يعرف خدَّامُ الربِّ أنَّه يُمكن إرسالهم إلى مكانٍ يكون بمثابة مدرسة لهم، حتى لو كان هذا المكان سِجنًا. وعندما يحين الوقتُ للخروج من هناك، لن يحدث ذلك خفيةً، بل سيعلم الجميع أنَّ رجلاً من الله كان هناك، والآن يذهب إلى حياة أفضل. إنَّ التَّعليمات التي أعطاها القديرُ للذين يؤمنون بكلمته تجعلهم أفضلَ في كلِّ شيءٍ. من يثقُ في الآب لن يضطربَ أبداً (رومية11:10)!
افعل كلَّ ما يجب أن تفعله حيث وضعك الله القدير. لا تدع اسمَ الربِّ الحسَن الذي دُعِي عليك، يسخرُ منه غير الأمناء، فاقدين مِصداقيته من قبل أعداء الإيمان المسيحي وسببًا لعثرة الذين بدأوا العيش في يسوع. في كلِّ شيء، كُنْ صادقًا ومقدَّسًا مطيعًا لِما هو مكتوب، لأنَّ الله هو أجرُك العظيم. لا تتوقفوا أبدًا عن إكرام الربِّ الذي أوكلَ لكم ملكوته!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز