فَعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ أَنَّكُمْ لَمْ تَأْخُذُوا خُبْزًا؟ (متى8:16)

أعطى الربُّ الإله للبشر عقلًا ذكيًّا، يجب أن يكونَ في حالة نشاطٍ دائماً، حتى يتمكَّنوا من العيش بشكلٍ جيِّد على هذه الأرض. ولكن عندما يتعلَّق الأمرُ بقضايا الله، يجب أن تأتي القدرة على فهم كلمة الله منه. كلُّ ما يُظهره العليُّ في كلمتهِ سيتمُّ تمييزه، بالضَّرورة، بمساعدة الرُّوح القدس. لذلك أولئك الذين يتَّخذون القرارات بناءً على استنتاجات منطقية فقط يخدعون أنفسَهم.

بينما يلفتُ انتباهَك إلى كلمتهِ، يدعوك الربُّ أن تطلبَ وجهه حتى تتلقَّى التَّوجيه لتعمل وفقًا لِما يُريه لك. ضَمِن يسوع: «اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. (متى7،7). لذلك، لا تتجاهل أن تطلب وجه الربِّ! بل صلّ، لأنك عندما تفهم الوحيَ الإلهي، ستشعر بفرحٍ عظيم لِما تسمعه، والذي سيكون دليلًا على أنَّ الرِّسالة التي سمِعتها آتية من الله.

لفتَ الربُّ انتباه التَّلاميذ قائلاً إنَّه ينبغي عليهم الحَذر من خمير الفرِّيسيين (متى٦:١٦). لقد فهِموا أنَّ شيئًا ما كان مفقودًا، لذلك فكِّروا في شراء الخبز. الآن، المنطق دائمًا يعمل تجاه الجانب المادي فقط وليس الجانب الرُّوحي. لم يفهموا شيئًا ممَّا قاله لهم الله. لقد افترضوا أنَّه كان يتحدَّث عن الخبز فقط لأنَّهم نسيوا شراء ما يحتاجونه.

بالنِّسبة للأمور الطبيعية في الحياة، إذا فكَّرنا بشكلٍ صَحيحٍ بعقولنا، فسنجد الحلَّ. عندما يكتشف الرَّجل القرار الذي يجب أن يتَّخذه- ويجعله مناسبًا، ويصل إلى نتيجة مرضية- يجب ألا يحوِّله إلى عقيدة. تحذِّرنا كلمة الله من أنَّ أيّ شخص يضيف شيئًا إلى الوحي، فإنَّ الله سيُضيف عليه الضَّربات المكتوبة في الكلمة (رؤيا 22، 18). كلُّ ما يأتي من الله سوف يُقدَّم من خلال الكشف عمَّا هو مكتوبٌ بالفِعل.

ومع ذلك، كُنْ متيقظًا دائماً عندما تقرأ الكتاب المقدَّس أو تستمِع إلى الوعظ بالكلمة. هذا لا يعني أنَّك يجب أن تشعر بالقلق، كما لو كنتَ في بطولة يتنافس فيها من سيحصل على المزيد من الوحي الإلهي. بأيِّ حالٍ، عندما تشعر أنَّه يتكلَّم، ارجع إلى الكتاب المقدَّس وتحقَّق ممَّا إذا كان وحيَك يتوافق معه. إذا لم يكن وفقًا للكتاب المقدَّس، فتخلَّص منه نهائياً.

لا يوجد ولن يكون هناك أيّ خطأ في الكتاب المقدَّس. لن يكشف الربُّ أبدًا شيئًا جديدًا غير مسجَّل فيه. إذا اتَّبعت اتجاه الكلمة، فسترى أنَّ هذه هي الطريقة التي يُرشد بها أبناءه. لا يزال علينا أن نحذر حتى اليوم من خمير الفرِّيسيين المُحيطين بنا. هؤلاء هم الأشخاص الذين ينقلون الكثيرَ من التَّعاليم، لكنَّهم لا يمارِسون أبدًا ما يتحدَّثون به.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز