-
-
وَآخُذُ بَقِيَّةَ يَهُوذَا الَّذِينَ جَعَلُوا وُجُوهَهُمْ لِلدُّخُولِ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ لِيَتَغَرَّبُوا هُنَاكَ، فَيَفْنَوْنَ كُلُّهُمْ فِي أَرْضِ مِصْرَ. يَسْقُطُونَ بِالسَّيْفِ وَبِالْجُوعِ. يَفْنَوْنَ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ. يَمُوتُونَ وَيَصِيرُونَ حَلْفًا وَدَهَشًا وَلَعْنَةً وَعَارًا. (إرميا12:44)
أعظمُ جنونٍ يمكن أن يفعله شخصٌ ما هو احتقارُ صوتِ الله وإيجادُ طرقٍ تبدو جيِّدة في البداية، لكنَّها أسوأ الطُّرق التي يُمكن أن يختارها خدَّام العليِّ. ما نراه في هذه الرِّسالة هو العار الذي يسبِّبه القرار الخاطئ للنَّاس. للأسف فهم يحتقرون النُّور، ويسقطون في أسوأ ظلمة- عدم الإعلانِ عن الكلمة.
عندما أخرج شعبَه من مِصر، أعلنَ الخالق أنَّ الأرضَ التي هم ذاهبون إليها ستكون أرضَ الرَّخاء التَّام. لذلك، على الرُّغم من تقسيم الأسباط الـ 12 إلى دولتين، فقد ازدهروا كلاهما. ولكن بما أنَّ مملكة الشِّمال، التي كان فيها عشر أسباطٍ، كان لديها الكثير من الماديَّات، فقد سلَّموا أنفسَهم إلى الشَّيطان. في ذلك الجزء من الأرض، لم يَعُد الربُّ مُعبودًا لهم. بدلاً من ذلك، عبدوا الشَّياطين. وعبادة الأصنام قد اكتملت تقريبًا، وتغلغلت في حُكم جميع الملوك تقريبًا.
في مملكة يهوذا، وُجِد هناك حكامٌ ألغوا عبادة الأصنام. ولكن بعد وفاتهم، تحوَّل خلفاؤهم لفعل الشَّر. عندما يكون هناك وفرة من المال والسِّلع الماديَّة، يترك النَّاس لأنفسِهم سِحر مامون، الذي يأتي بشياطين أخرى ليجعل حياتهم مثل الجحيم. للأسف، هذا يحدث في العديد من العائلات التي لا تعرف كيف تعود إلى الربِّ.
انتهت مملكة الشِّمال عندما كانوا تحت مُلك هوشع. حيث دخل الأشوريون ودمَّروا الأمة. دامت مملكة يهوذا لفترةٍ أطول، ولكن جاء الوقت الذي اجتاحت فيه الإمبراطورية البابليَّة أورشليم، حيث أُسِر ملكُها ونبلاؤها. ولكن تمكَّن البعضُ من الفرار والذَّهاب إلى مِصر، حيث تمكَّنوا من "العيش بشكلٍ جيِّد". لذلك، قرَّر آخرون أن يحذوا حذوهم.
هؤلاء النَّاس لم يعودوا يريدون أن يطلبوا الله، لأنَّ ذاك لم يَعُد هامَّاً بالنِّسبة لهم. بدأ أولئك الذين ذهبوا إلى مِصر بعبادة آلهةٍ أخرى. بالنِّهاية، مع "الخبز والسِّيرك"، لم يفكِّروا مرَّتين في التَّخلي عن الربِّ. ولكنَّ الذين يعيشون وسط هذا الاحتفال اليومَ يَنسون أنَّهم منذ وقتٍ ليس ببعيدٍ كانوا في أيدي الشَّياطين، والآن بعد أن شعروا بالحريَّة، لم يعودوا يتذكَّرون الآبَ بعد الآن.
ولكنَّ الله أعطى كلمةً قاسية لـ "الأذكياء" الذين عقدوا العزمَ على الذَّهاب إلى مِصر، حيث كان الآخرون "ناجحين". وهو يقول الشَّيء نفسه للأشخاص الذين يَسعون اليوم إلى "أسلوب حياةٍ أفضل". هؤلاء النَّاس يتركون أيدي الله القدير ويسقطون مرَّة أخرى في العبودية التي هيمنت عليهم. ومع ذلك فهم لا يعرفون ما الذي ينتظرهم. لذلك، مهما كُنتم وأينما وُجدتم، ارجعوا إلى الربِّ في الحالِ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز