حالَما أصبحَ يهوشافاط ملكًا على يهوذا، شدَّد بلادَه ضدَّ المتمرِّدين الذين حملوا اسمَ "إسرائيل". هذا يعلِّمنا تقوية نقاط ضعفنا وقوَّتنا حتى لا نقع في التَّجربة. وضع قوَّاتٍ في المدن التي استولى عليها والده، لأنَّه لم يكن يريد أن يخسرَ شيئًا. يأمرنا الكتاب المقدَّس أن نحتفظ بما لدينا حتى لا يسلبَ أحدٌ إكليلنا (رؤ 3-11).
طلبَ يهوشافاط إله آبائه وسلك في وصاياه. لم يطلب البعليم كما فعلَ شعبُ اسرائيل. لا يُمكن الحصول على نتيجةٍ أخرى: كان الربُّ معه. ماذا يحتاج هذا الحاكم؟ الآن، إذا كان القديرُ معك، حتى لو كانت هناك نقاط ضعف في حياتك، فإنَّ التَّجربة لن تتغلَّب عليك. أولئك الذين يعانون من ضعفٍ في الصَّحة أو من بُطءٍ في اتِّخاذ القرار يجب أن يتشدَّدوا لمقاومة المجرِّب.
رأى يهوشافاط أنَّ العليَّ قد ثبَّت المملكة في يديه. فقدَّم له كلُّ شعب يهوذا هدايا وزادوا غِناه ومجده. ابحث عن مثل هذه التَّجربة أيضًا، لأننا خُلقنا لنكون ملوكًا وكهنة لإلهنا (رؤ٦:١؛ ١٠:٥). إذا لم تثبت المملكة، سيكون هناك هجمات معادية من الدَّاخل والخارج. ولكن الذي تثبت مملكته سينال السِّيادة الكاملة على ما يخصُّه.
عندما رأى يهوشافاط أنَّ العليَّ ثبَّت مملكته، أصبح أكثر جسارة في اتِّباع الربِّ، ولم يترك إلهه في أوقات الرَّاحة. أكَّد الوحي المقدَّس هذا. بالنَّتيجة، ما هي الكلمات الأفضل التي يمكن استخدامها لوصف الإيمان الذي يمتلكه ذلك الرَّجل الصَّالح؟ يبحث الله عن هذه الأنواع من الأبناء والبنات، الذين سيفعلون الشَّيء نفسه في أيامنا هذه، بما يتجاوز كلَّ الحدود.
عندما يكون الإيمانُ قويًا، تعود الأحلام، وتتحقَّق الصَّلوات، ويستفيد الجميع. دفع الملك معلِّمي النَّاموس للذَّهاب إلى جميع أنحاء المدن وتعليم شريعة الربِّ. إذا لم يكن لديك كتاب الله، فلن تكون قادرًا على نقل الحقِّ إلى الآخرين، وبالتالي لن تتمكَّن من قيادتهم إلى أن يكونوا أناسًا صالحين. إنَّها الكلمة التي توقظ، وتمنح النَّصر، وتعيق تدهور الفضائل.

وكانت النَّتيجة أنَّ خوف الربِّ حلَّ على كلِّ الممالك التي حولهم. يجب أن يحدث نفس الشَّيء لك. لم تصنع أيٌّ من تلك الممالك حرباً ضِدَّ يهوشافاط. حتى العرب والفلسطينيين، الأعداءُ الأبديون لشعب الربِّ، قدَّموا لهم الهدايا كترضية. علاوةً على ذلك لم يكن هناك سوى البشرى السَّارة له، الذي أصبح عظيمًا للغاية وبنى حصونًا وحاميات في يهوذا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز