-
-
إنَّ الربَّ إلهنا، الذي خلقَ كلَّ شيءٍ من العدم، يُسعده أن يعملَ من أجلِنا. خلقنا على صورتهِ ومثالهِ. وهكذا يُمكننا أن نرى كيف كانَ حُلم قلبِه عظيمًا وجميلًا جدًا. عندما جعلنا مشابهين له، أرادَ العليُّ أن يصنع أناسًا مميَّزين. لقد خلقنا بهذه الطريقة، لكنَّ خطيئة آدم تسبَّبت في أكبر خسارةٍ لنا.
تتحدَّث الآية التي ندرسها اليومَ عن الآب الذي يعمل من أجلِ الذين ينتظرونه. من الجيِّد جدًا معرفة ذلك، لأنَّ هذه المعلومات تجعلنا نثق أنه لم يتخلَّ عن أحلامِه، وعندما تنتهي هذه العمليَّة، فإنَّ الذين ينتظرونه سيكونون إلى الأبد كما حددَّ لهم. إنَّها مجرَّد مسألة وقتٍ يمرُّ بسرعةٍ. ثمَّ يأتي اليوم الذي يكون لدينا فيه العمل الكامل.
يجب على كلِّ من استُنير بالكلمة الإلهيَّة أن يقاوم التَّجارب. من الواضح أنَّنا إذا سقطنا، لكنَّنا اعترفنا بخطايانا، فسوف يُغفر لنا (1يو 2، 2). ولكن ما هو الفرق بين الذين سقطوا والذين قدَّسوا أنفسَهم؟ هل سيستمتع كلاهما بنفس المكانة وسيكون لهما نفس المكافأة؟ في مَثلِ فعلة الكرم، حصل الذين عمِلوا لمدَّة ساعة على نفس المبلغ الذي حصل عليه من عمِلوا طوال اليوم (متى20: 1-16). هل هذا ينطبق على ذاتِ السِّياق؟
هل نُكافأ بما فعلناه بشأنِ الوصايا الإلهية؟ في الواقع، لا أتمكَّن من شرح ذلك من خلال الكتاب المقدَّس، لكنَّ إعلان إشعياء هذا يجعلني أتأمَّل. قال عن الإنسان: لم يسمع ولم يُصغ. بالنِّسبة لي يذكر الله أنَّ الجميع يستمِع بأذنٍ طبيعية، لكنَّ البعض يلاحظ بآذان القلب. إذا كان الأمرُ كذلك، فهل ستكون مكافأة المخلّصين واحدة للجميع؟
تحدَّث يسوعُ عن إدارة المدن، وقال إنّ الذي أُعطِي الكثير، سيُطلب منه الكثير (لوقا 19: 11-19). إلى جانب ذلك، أكَّد أنَّ هناك من سيجلس عن يمينه وآخرون عن يساره (متى23:20؛ مر40:10). أعتقد أنَّ حقيقة عمل الله للذين ينتظرونه تُظهِر أنَّ المطيعين له سيحصلون على أجرٍ أكبر. أكَّد دانيال أنَّ الحُكماء سوف يُشرِقون مثل بهاء السَّماء، وَالَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى الْبِرِّ كَالْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ. (دانيال3:12)
الآن، نعلم أنَّ النُّجوم كلّها تختلف في السُّطوع. لذلك، نرجو أن نبذل قصارى جهدنا لإنجازِ كلٍّ منَّا مهمَّته. بعد أن نصل إلى الأبدية، لن يكون هناك فائدة من طلب شيء أفضل يحدث لنا. لاحظ جيدًا حقيقة أنَّ الربَّ يعمل لصالح الذين ينتظرونه. ماذا تقول عن هذا؟ ما هو نوع العمل الذي يصنعه لك وأنت تنتظره؟ أتمنَّى أن يمنحك الله الفهم لذلك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز