أولئك الذين يخدمون الله لا ينبغي أن يتصرَّفوا مثل الضَّالين، الذين لا يهتمُّون بحدود أفعالهم. يجب أن يكون لدى الذين تمَّ خلاصُهم طريقة أخرى للتصرُّف: التَّحقق دائمًا من عدم تجاوز حدود أفعالهم، في كلِّ ما يفعلونه. الوصايا الإلهيَّة تعطينا حدوداً. لذلك إذا التزمنا بها، فسوف نُكافأ بآيات الكلمة وسنكون محميِّين من هجمات العدوِّ. وهكذا سنعيش بنجاحٍ كاملٍ.
عندما يمنعنا الربُّ من أن تكون لدينا بعض المواقف، والتي هي طبيعية وممتعة للأشرار، فإنَّه يمنع عنَّا النتائج الشِّريرة التي تحدث للذين يمارسون هذه الأشياء. فلأجل صالِحنا يمنعنا الربُّ من فِعل تلك الأشياء. الضَّالون ليس لديهم الطبيعة الإلهية، ولا يقودهم الرُّوح القدس، لذا فهم يتعرَّضون لهجوم الجحيم باستمرار. الآن، إنَّ أبناء وبنات الله هم مسرَّته، وهو يقودهم إلى النَّصر (2كو14:2).
لم يرَ أمراءُ يهوذا أيَّ مشكلة في نقل التُّخوم، لكنَّهم حُذِّروا من أن يفعلوا ذلك، وإلَّا سوف يتعرَّضوا لغضب الربِّ. ألم يكن من الأفضل لو قبلوا التُّخوم التي وضعَها العليُّ؟ ولكنَّهم، لم يهتمُّوا بذلك. وبالتَّالي أُخِذوا إلى بابل، ليعرفوا أنَّه لا ينبغي أن يتجاهلوا القرارات الإلهيَّة. فلو خضَعوا للتَّوجيه الإلهيّ، لَما عانوا من غضب الربِّ.
لو لم يكن يوسُف المِصري- الذي لم يكن له مستقبلٌ جيّد على ما يبدو-، منذ بيعهِ كعبدٍ- ثابتًا ومقدَّسًا، فماذا سيَحلُّ به؟ كان مرغوباً من قِبل زوجة سيِّده، ولو أقام علاقة معها، لربَّما عاش حياة جيِّدة في ذلك المنزل. ولكن في النِّهاية، سيحصل على الدَّينونة الأبدية (تكوين39: 7-23). حتى في وضعية الذُّل الكامل، فضَّل إكرام الربِّ الذي أعدَّه لأمرٍ عظيمٍ.
لا تتراجع عن مقامِك كابنٍ لله. الربُّ لا يضمر شرًّا لأحدٍ. وهو يعرف ما هو الأفضل لحياتك، لذا يسمح بالتَّجارب لك. اِعلم أنَّ نعمته كافية في كلِّ موقف. السِّر هو: لا تتمرَّد على الإرادة الإلهيَّة ولا تقبل اقتراحات الشَّيطان (يعقوب1:2-4). كُنْ ثابتًا ولا تتزعزع فيما سمعته من الله، فهو أمينٌ لوعوده.
إذا لم تتعدَّى الحدود الموضوعة لك، فسوف تتدفَّق نعمة الربِّ على حياتك. وهكذا سترى أنه قد اختار الأفضل لك كي تستمتع به. ورغم ذلك، كان من الضَّروري أن تتعرَّض لبعض التَّجارب كي تتمكَّن من الحصول على ما تمَّ إعداده لك. لا تُحبِط العليَّ. امشِ بثبات نحو المِنصَّة، هناك حيث يريد أن يراك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز

صلاة