معرفة يسوع هي أفضلُ شيءٍ يُمكن أن يحدثَ لنا خلالَ وجودِنا كلَّه. فهو ليس فقط واحدٌ من الثَّالوث الأقدس، ولكنَّه التَّجسيد الحقيقيّ لكلِّ ما هو لله أيضاً. هذا بلا شكٍّ أمرٌ عجيب، لأنَّ هذا الكائن القويّ يسكن داخل كلِّ قلبٍ يقبله كمخلِّصٍ ويتبع وصاياه. لهذا السَّبب لا ينبغي لأيِّ مسيحيٍّ يعيش في شركةٍ مع الربِّ أن يخشى أيَّ نوعٍ من التَّجاربِ.

عندما أبشِّر بالإنجيل، أمتلكُ ضميراً أنَّني أفعل ما هو الأفضل للجموع. وعندما أتحدَّث عن يسوع، أضعُ كلَّ المتحدِّثين عنه في وضعٍ روحيٍّ متميِّز، بحيث لا يوجد شيءٌ يمكننا مقارنته به. ذات عمل الله، الذي حدث لمريم العذراء، التي حملت البذرة الإلهيَّة المزروعة بالرُّوح القدس، يحدث لكلِّ من يقبل صوت الربِّ (لوقا١: ٣٠-٣٥).

ما يحدثُ داخل الذين يستمعون إلى الكلمة المباركة يفوقُ الإدراك البشري. فقط من خلال الاستماع إلى ما يقوله الله، يُمكن للإنسان أن يحصل على إيمانٍ قادرٍ على نقل الجبال (مر 11، 23). أولئك الَّذين يتلقون الوحي الإلهي عمَّا هو مكتوبٌ تغيَّرت حياتُهم إلى الأبد. وهكذا يُصبح اللِّص العجوز شخصًا موثوقًا؛ الخاطئ قدِّيسٌ. يقوم الرَّجل الذي يحتضِر مشفياً. والذين جاعوا وعطِشوا إلى البرِّ يُشبَعون (2 كو17:5؛ مت6:5).

هذا الفهم قادرٌ على العملِ في أقسى القلوب، فيكسِرها بالبكاء، وفي نفس الوقت يجعله ناقلاً للبشارة السَّارة. كلُّ شيءٍ يتغيَّر لأولئك الذين يقبلون الله الأبدي كمخلِّصٍ لهم. ثمَّ إذا تغذَّى هذا الكائن الجديد بالكلمة، فسوف يرى أنَّ ما حدث لم يكن تجربة دينيَّة فارغة، بل زيارة من الواحد الأبديّ، الذي اختاره ليكون واحدًا من خاصَّته في هذا العالم.

فلما رأى إبراهيمُ يوم الربِّ ابتهج. كانت رؤيته نبويَّة، وهي نفس الرُّؤيا التي نتلقَّاها عندما تُفتح الكلمة لنا. وهكذا يُسيطر علينا فرحٌ لا يُنطق به على قلوبنا. في تلك اللَّحظة، نشعرُ بالبهجة التي تقودنا إلى البكاء واكتشاف الخطة الإلهيَّة لحياتنا. بعد ذلك، نمتلئ بالثِّقة والقوَّة، نشعر مثل سيِّدنا، ويمكننا إبطال كلِّ أعمال الشَّيطان.

أيَّها القارئ الحبيب، لا تنخدع بالتَّجارب الدِّينية والعاطفية التي تجذبك إلى البكاء. هم جيِّدون ولكن الله ليس فيهم. الآبُ الحبيب في كلمته، بكلِّ ملء اللَّاهوت ليعطيك ما وعدك به. لا تستهِن بزيارته، لأنَّها ستغيِّر مجرى حياتك إلى الأبد. لا تنسَ أنك المتلقِّي لكلِّ ما يعدُ الربُّ به.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز