لقد قطع الربُّ مع شعبه عهدين رئيسيين. أحدها هو الاتفاق المُبرم بين شخصين أو أكثر، يكون لكلِّ منهم فيه واجبات وحقوق. مع أناس من إسرائيل، أبرم الله اتفاقية تُسمى العهد القديم، حيث كان من المفترض أن يحفظوا ويتبعوا كلَّ كلمات الشَّريعة التي تمَّ تسجيلها في أسفار موسى الخمسة (الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدَّس) ليتمكَّنوا من مخافة واحترام اسم الله الكبير والرائع: الربّ.

يجب أن يتعلَّموا ما هو مكتوبٌ في العهد السَّابق، وإذا اتبعوا كلَّ الكلمات والوصايا، فسيكونون قادرين على احترام الاسم المجيد والرَّائع للقدير. من ناحيةٍ أخرى، ألزم الله نفسَه أن يكون معهم وأن يكون إلههم. وهكذا، لن يُصابوا بضربة من العدوِّ أو بمرضٍ، بل سينجحون إلى حدِّ إقراض الآخرين دون أن يقترضوا من أحدٍ (تث 28، 12).

كان هذا العهد جيدًا، لكنَّه لم يكن مثاليًا. وهكذا، بعد ألف سنةٍ من العمل، جاء اليومُ الذي أوفى فيه الربُّ بوعده وأرسل ابنه (غلاطية 4.4). بدم يسوع صنع عهدًا جديدًا. يقول الكتاب المقدَّس أنَّ هذا أفضل وقد تمَّ تقديم وعودٍ أسمى (عب٦:٨). في القديم، كان على الإسرائيليين أن يحفظوا الشَّريعة تمامًا؛ ولكن في الجديد، أصبحنا جزءًا منه عندما تحوَّلنا، علينا أن نؤمن فقط بما تعلنه الكلمة (يوحنا24:5).

من أعظم وحي العهد الجديد أنّ اسم الربِّ، وهو اسم الله المجيد والرائع، هو اسم يسوع. تمامًا كما فعل داود (الصَّبي الصَّغير الذي أصبح ملكًا في إسرائيل) عندما واجه العملاق جُليات وأعلن أنَّ العدوَّ سيأتي إليه بالسَّيف والرُّمح والدِّرع، لكنَّه سيقاتل جليات باسم الربِّ القدير. إله إسرائيل، لذلك يجب أن نواجه الشَّر الذي يأتي إلينا باسم يسوع (مر١٦: ١٥-١٨).

هذا الاسم هو أعلى سلطة لدينا تحت تصرُّفنا. به نفتح السَّماء ونغلق الجَحيم. كلُّ ما نربطه بهذا الاسم هنا على الأرض، سيكون مقيَّدًا في السَّماء (متى 18.18). بواسطته نستطيع ويجب علينا توبيخ ما يسبِّب الألم والمرض وجميع المشاكل: الشَّيطان؛ حتى يتمّ إبعاده تماماً (لوقا١٩:١٠). بالنِّهاية، ما يتعيَّن علينا القيام به هو الإيمان بأن أمرنا الذي يقدَّم بهذا الاسم الرَّائع والمجيد لن يفشلَ.

الآن يجب أن تعطي أمرك باسم يسوع حتى يزول كلُّ شرٍّ. إذا فعلت هذا بأمانة، فسوف تُثبت أنك تحبُّ الربَّ وبفعلِك ذلك، سيحبُّك أيضاً (يوحنا٢١:١٤). لقد وعدَ يسوعُ أن يفعل كلَّ ما تطلبه وتأمر به وتعزم عليه وتستحوذ باسمه (يوحنا١٣:١٤). هذه أفضل لحظة للصَّلاة. يتوقع الله منك أن تأخذ مكانتك حتى يتمَّ العمل.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز