-
-
لا أحدَ يحبُّ أن يتألَّم، لكنَّ الله يعلم كم هذا ضروريّ. ولكون قلب الإنسان مخادعًا للغاية، يتَّخذ قراراتٍ تفصِلنا عن الله. وهكذا، في حكمته المطلقة، سمحَ القديرُ لنا أن نمرَّ ببعض الآلام حتى نعود إلى الرُّشد الرُّوحي (إرميا17: 9-10). لذا فإنَّ الذين لا يتعلَّمون الدَّرس لن يتمَّ قبولهم كأبناءٍ أبداً، ولن يحصلَ النُّغولُ على ذاتِ الحبِّ.
اعترفَ كاتبُ المزمور أنَّه كان يسير في الطريق الخطأ. من أكثر المواقف حزنًا عندما يُخفي الشَّخص سلوكه الخاطئ. إنَّ تسبيح الله بكلماتٍ جوفاء لا ينفع عندما يقرُّ قلبُك أنَّك أخطأًتَ ضدَّ شخصٍ آخر ولم تتمَّ تسوية الأمرِ بعد. وبنفس الطريقة، فإنَّ الشَّريك الذي يحرِّف شيئًا ما لن يكون في سلامٍ ولا يحصل على الغفران إلَّا إذا اعترف بما فعلَه.
لن يقعَ الإنسان في الخطيئة إلا إذا لم يحفظ في قلبه ما يقوله الكتابُ المقدَّس. لا يكفي أن تُخبِر الله أنَّك أخطأتَ وأنك ندمتَ باكياً ومستغفِراً. يقولُ يسوع أنك إذا أخذتَ تقدمتك إلى المذبح وتذكَّرت أنَّ هناك شخصًا ما لديه شيءٌ عليك، فمن المفترض أن تترك ذبيحتك عند المذبح وتبحث عن الشَّخص كي تتصالح معه. وإلَّا، لن تُقبل التَّقدمة (متى5: 23-26).
هذا أمرٌ خطيرٌ لدرجة أنَّ الخالق منعَ الخاطئ من تقديم ذبيحته لأنَّ عمل النِّفاق قد يؤدي به إلى مشاكلٍ خطِرة في الحضرة الإلهية. من خلال دعوة الربِّ لقبول التَّقدمة، والتي يمكن أن تكون مالاً أو تكريسًا للحياة، يتواصل الشَّخص مع قدسية الله؛ لذلك لا ينبغي له أن يتصرَّف كفرِّيسي. كونه قدُّوسٌ، فإنَّ الآب يطلب منَّا أن نكون كذلك (1بط 1: 15-16).
كانت المعاناة التي مرَّ بها كاتبُ المزمور قاسية، لكنَّها جديرة. لقد تعلَّم أنَّ ما يهمُّ حقًا هو طاعة الكلمة. يا من أتيتَ من الضِّيقة، هل تعلَّمتَ الدَّرس؟ أم ترككَ إبليس بين يديه القذرة؟ هل قرَّرتَ أن تُطيع كلمة الله، وأن تستسلم للإرادة المقدَّسة لِمن هو الكلُّ في الكلّ (1 كو28:15؛ كولوسي11:3)؟
لا ينبغي لأحدٍ أن يلهوَ مع الكتاب المقدَّس. ظنَّ حنانيَّا وسفيرة أنَّ القدير لم يكن كما يدَّعي، عارفاً القلب، فماتا أمام الجماعة كلّها. من يُخفي أخطاءه اليوم سيشاهد فيلمًا مرعبًا عن حياته وهو مكشوفٌ للجميعِ (مرقس22:4).
ولكن من يعترف بخطيئته ويتركها سيرى أنَّ ماضيه القذر قد غُفِر له وطُرِحَ في بحر النِّسيان (أمثال13:28؛ ميخا19:7). القرار متروكٌ لك الذي سيحدِّد ما إذا كنت ستتحرَّر من براثن الشَّر أم لا. من كان شجاعًا بما يكفي لارتكاب الخطيئة يجب أن يجرؤ أيضًا على الاعتراف وطلب الغفران. بدون ذلك، سيتوقف عملُ الله.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز