قوة الإيمان

لو لم يَتخذ شدرخ وميشخ وعبدنغو القرار بأن لا يَتنجسوا بِأطايب الْمَلك لكَانت حَيَاتهم مُختلفةٌ, لما سَمِعنا عنهم أبداً, وأناسٌ كثيرون مِن أتباعِ يسوعَ مَجهولين لأنَهُم لمّ يَتخذوا قَراراً بِعدم ِالإساءةِ إلى إيمانهم, لقد عرف هَؤلاءِ الشَباب شَريعةَ الرَّبِ, التي تُحرّمُ تَناولَ هَذه الأطعمةِ, فبِرفضِهم أن يَتنجسوا بهَذهِ الأطعمَة قَدْ أكرمُ الرَّبَ الإله في حَياتهُم وهَذا أفضلُ شيئ يُمكن أن نَفَعُلهُ في حَياتِنا.

يوسُف أيضاً كَان عَبْدُ الرَّب في مِصر, وقرّر أن لا يَختار الطريق القصير للنّجاح, لِكي لا يُطرح في النَار المُتقدة إلى أبد الآبدين. لو أنهُ اختار أن يوافقَ على إقامةِ عِلاقة مَع زوجة سَيّدهِ (تكوين 9-6:39). لأمكنهُ الحَصولَ على أفَضَل حَياة في أعَظم إمبراطوريةً في التاريخِ في ذَلكَ الوقت, لكن لم نَسمَع عَنهُ قَط أنهُ حَادَ عَنْ الحَقِ.

لقدْ كَانَ الشَابُ العِبراني مُهذّبٌ جداً فِي كَلامهِ مع رئيسِ الحرسِ. لأننا من الرَّب ويَجِبُ أن لا نَكونَ مُتعجرفين, نَحنُ وكلاءَ رَّبِ المَجدِ ويجبُ أن نَلفت إنتباه الضَائعينَ إلى العَطفِ والمحبةِ التي في المَسيحية, لأنّ الله محبة (رسالة يوحنا الأولى 8:4) تَذكّر, يجبُ أن نَكونَ حُكماء ونَحنُ نُخاطبُ البعيدينَ عَنْ الرَّب حَتى نَستطيعُ أن نَجذُبَ أرواحهُم إلى أبونا السَماوي.

جَعَل هَؤلاء الشبابُ العبرانيون كَلّ النَاسِ يروا أنَهم على حقٍ بالحكمةِ وبدونِ كبرياءٍ, وإن كُنّا نَعَملُ دَائماً بِكلمة الرَّبِ نكونُ على حقٍ, ولا نَحتاجُ إلى إسْتخدامَ القوةِ لإثباتهِ, فالرَّبُ سيُكرمنا عندما نُكرِمهُ. لا تنسى أن الرَّبَ الإلهَ يرى كُل شيئٍ, ليسَ هُناكَ حَاجةً إلى وجودِ كاميراتٍ لمُراقبتنا لكي يَكونَ سلوكنا جَيداً, الله يرى كُل شيئ وسيُكافئنا إذا قَدّمنا شَهادةً حسنةً عنهُ.

لقد قَدَّمَ سيمون السَاحر المّال لِبُطرس وطلبَ مِنهُ أن يُعطيهِ السُّلطانَ حتى أيّ مَن وضَعَ عَليهِ يَدُهُ يَقبلُ الروحَ القُدس. وكَان جَوابَ بُطرس أنهُ سَوْفَ يَذهَبُ إلى الجَحيم هَوَ وجَميعُ أمَواله (أعمال الرسل 25-18:8). فَلا تَقبل رَشوةً لِكي لا تؤثرَ عَلى العَمَل الإلهي في حياتك, ولا تَبيعَ أي شيئٍ أو أي شَخَصٍ مُلكً لله إلى الشَيطان.

لا تَطرح مَا يُعلّمكَ إيّاهُ الرَّبَ على الأرضِ. ففي يَومٍ مَا, سَوْفَ ترى أنَهُ بَركةٌ عظيمةٌ لأنك تَعلّمتَ مِنَ الرَّبِ. وإن أعَطَاكَ الرَّبُ خِدمةً لتُنفذهَا لا تتنازل عَنها حَتى لو كَان الثّمن الذي سَوف تَدفعهُ بَاهظاً.

كُن شُجاعاُ لأنّ الرَّب القّديرَ سَوْفَ يَفتحُ لكَ كَل الأبوابِ, كُن أميناً للآبِ مَهمَا كَانت الظروف.

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز