-
-
نحن مختلفون عن الآخرين لأنَّنا نلنا الخلاص. هم يتفاخرون بأشياء جيِّدة وممتعة، لكنهم يائسون- وبعضُهم يصبح عدوانيًا- عندما يمرُّون بأيِّ تجربة. أمَّا المخلَّصون فيفتخرون بمجد الله، عندما يحلُّ عليهم ويغطِّيهم، وكذلك أثناء الآلام. هذا لأنَّ الرُّوح القدس فينا، بغضِّ النَّظر عمَّا يحدث حولنا، فنحن دائمًا منتصرون (رومية8: 31-39).
المؤمنون الذين ليسوا على هذا المستوى الرُّوحي لا يستمتعون بكلِّ ما هو متاحٌ للذين يسيرون إلى الكمال. بالنِّسبة للنَّاضجين في الإيمان، لا يهمُّ كيف أو طريقة عيشِهم، لأنَّهم يعرفون ذلك أنَّهم منتصرون سواءً كانوا في وفرة أو في حاجة (رومية37:8). ويعرف الذين يعيشون في ملء الإيمان أن لا ضرر يمكن أن يقترب إليهم (مز 91، 37).
أيُّ نوع من المؤمنين أنت؟ افحص نفسك ولاحظ ما إذا كنت لا تزال مؤمنًا. لا تضلِّوا. يمكننا أن نحصل على نفس الأشياء التي حصل عليها رجال الله الذين خدموه في الماضي. إذا أُلقينا في أتون نارٍ يشتعل مُضاعفاً سبعَ مرَّات، فلن تحترق شعرة واحدة لنا. إذا كنَّا في عرين الأسود، فسيُغلق فمُهم (دانيال3: 8-27؛ 6: 15-23).
مادام الربُّ هو ملجأنا وقوَّتنا، إضافة إلى كونه معينٌ دائم لنا أثناء المشاكل (مز1:46)، فلماذا نشعر باليأس ونفتح فمنا واسعاً للتَّحدث بسيلٍ حزينٍ ينبع من الدَّاخل؟ حسنًا، من فضلة القلب يلفظ اللِّسان (لوقا45:6)؛ لذا، إذا كنا ننتمي إلى الله حقاً، فلماذا ندع قلوبنا تمتلئ بالخوف والجُبن والشَّر لنُحزن الرُّوح القدس السَّاكن فينا؟
المِحنة مسموحٌ بها في حياتنا من أجل مصلحتِنا فقط. عندما ندخل في حربٍ، نخرج منها أقوى وأكثرَ غِنى ومسحة لأنَّنا في الأوقات الصَّعبة نكتسب المزيد من الصَّبر والاستعداد لأعمالٍ وإنجازاتٍ أكبر من شأنها أن تمجِّد ربَّنا. لله القدير أشياء أكثر لك. لهذا هو يجهِّزك لتمتلك الأشياء العليا.
لذلك، واجِه الضيقة كفرصةٍ ذهبيةٍ تُعرض عليك لإظهار من تؤمن به حقًا. سيستفيد المجتمعُ والأسرة والأصدقاء والكنيسة إذا نجحتَ في التَّجربة التي تمرُّ بها (يعقوب1: 2-4، 12). مع مزيدٍ من الخبرة والصَّبر والفضيلة الإلهيَّة في حياتك، سوف يضيء نورُ الربِّ أكثر رغم أيِّ ارتباكٍ. لقد رفعك الله لتكون بركة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز