-
-
استخدمَ الرَّسول بولس المواقف المُعتادة كأمثلةٍ لإعطاء تعليماتٍ قيِّمة لشعب الله. كانت هذه أيضًا طريقة استخدمها يسوعُ خلال تجسُّدِه لإعطائنا إرشاداتٍ حول القضايا الأبديَّة. العلاقة مفيدةٌ لأنَّ الله ربًّا ونحن خدَّاماً. في الآيات الثَّلاث التَّالية، سيقدِّم كاتب النَّص تعليمات ستجعل جميعَ الخدَّام- سواءً من هذا العالم أو خدَّام القدير- وكلاء يُرضون الله بكلِّ المعاني.
يجب أن يُطيع الخدَّام أسيادهم في كلِّ شيء؛ وهذه الرِّسالة تناسبنا أيضًا عندما ندَّعي أنَّنا خدَّام الله. لذلك يجب أن تكون كلُّ قضايانا ورغباتنا مرضيَّة للربِّ. يجب إطاعة الأمر الذي أعطي لنا بكلِّ إخلاص؛ وهكذا يُقبَل عملنا ونتيجة لذلك سيكون هناك مكافأة. يجب أن نسعى لقبول من هو أمين، بارٌّ وكاملٌ.
هؤلاء النَّاس لا ينبغي أن يخدِموا ظاهريَّاً فقط؛ بالنِّهاية، عندما لا يوجد شيءٌ مخفيٌّ في قلب شخصٍ ما، يسكن الحضورُ الإلهيُّ في هذا الفرد. احرص على عدم ترك الأفكار السَّيئة والدُّنيوية تسكنُ فيك. أمرٌ جيِّد أن نذكَّر أنَّ الفم يتكلَّم من فضلة القلب (لوقا45:6). ينظر الله إلى أرواحنا التي، بحسب الكلمة، هي سُرُجنا (مز 119، 105). إنَّ الحضور الإلهيّ لا يسكن حيث يوجد الغشُّ.
أولئك الذين يخدمون الله يهتمُّون بإرضائه وليس بمسرَّة الإنسان. كلُّ من لا ينقل الرِّسالة الإلهيَّة لئلَّا يُزعج الشَّخص الآخر، قد يُلام بسبب الخسارة الأبدية لذلك الشَّخص. إضافة إلى ذلك، يجب على الخادم أن يُرضي الربَّ حتى في طريقة لبسِه. لنخلع الثوبَ المُدنَّس من الجسَد لئلَّا تنقطع الشَّركة. فلماذا نستهين بالقداسة، إذا لم نفعل ذلك، فإنَّنا ننحني أمام الشَّيطان؟
لقد أوعزَ لنا بولسُ أن نفعل كلَ شيءٍ بكلِّ إخلاصٍ، كما للربِّ وليس للإنسان حتى نكون بلا لومٍ. احرص لئلَّا يكون للعدوِّ فيك موطئ قدمٍ، وإلَّا فلا نجاة من الدَّينونة. لذا، اختبر نفسك الآن لأنّه إذا وُجدت كذبةٌ في قلبك أو لومٌ ما، فلن تكون آمنًا ومحميًّا من الله القدير. أغلق البابَ بوجه الشَّيطان.
أخيرًا، يُعلن الرَّسول لكلِّ مؤمنٍ أنَّه يجب أن يكونَ على دراية بوجود المكافأة؛ فلن ينفع سلاح صنعه الشَّيطان ضدَّ المؤمنين (أش17:54). علاوةً على ذلك، سيحكم على كلِّ لسان في القضاء يقوم عليه. أهم شيء في طاعتنا لله هو أن نكون أمناء وفقًا للتعليمات والحدود التي وضعها الربُّ للأحياء والأموات (رو9:14).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز