الشَّرط الوحيد لتقويم طريقك هو أن تمتلك ما يقوله الربُّ لك من خلال الكلمة. أفضل ما في الأمر أنَّه يتحدَّث دائمًا. يمكنك مشاهدة واعظ لم يذهب إلى مدرسةٍ قط؛ إذا أقام في حضرة الله، فعندما تنتبه إلى قوله ولا تدقِّق في الأخطاء النَّحوية التي تسمعها، ستتمكَّن من الاستماع إلى الصَّوت الإلهيّ الذي يوجِّه حياتك. ستكون هناك رسالة من السَّماء قادمة من فم الشَّخص الذي يخدم الله دائماً.
أولئك الذين لا يقرأون الكلمة الإلهيَّة كثيرًا، يفقدون الكثير من الجوهر الرُّوحي. كم هو مثيرٌ للدَّهشة أن نرى الشَّيطان يَعمي الكثير من المسيحيين، فلا وقت لديهم ولا متعة في قراءة الكتاب المقدَّس. لذا فقد فاتتهم التَّوجيهات التي يعطيها الآبُ للسَّير في الطُّرق التي ترضيه. بما أنَّ الله محبَّة، فعندما يرانا نسير في طرقٍ صالحة، يكافئنا بأعماله الرَّائعة.
علاوةً على ذلك، عندما نعيشُ وفقًا لِما نخدم الربَّ به، فإنَّنا نصبح موضِع سروره. لذلك، حتى الرَّغبات التي نمتلكها في القلب، والتي لا نشاركها مع أيِّ شخصٍ آخر، تُعطى لنا (مز 37.4). لا يُمكن لشخص يُرضي الله إلَّا ويتلقَّى الهدايا منه. في كلِّ مرَّة تمتلك فيها ما تعلَّمته من الكلمة السَّماوية، فأنت مرشَّح لتلقي المزيد من الأيدي الإلهيَّة. العليُّ صالح للذين يحبُّونَه (1 كو9:2).

أنت لست مذنباً إذا لم يعلِّمك الربُّ. ولكن إذا كنت تعيش في الجَسد ولم يكن لديك الوقت للبقاء في الكنيسة، لتتعلَّم وتحقِّق ما يريده الله من حياتك، فلن تتعلَّم ما يمكنك الحصول عليه من الله، وستكون هذه مسؤوليتك. عندما يعطيك الآبُ إعلانًا، رغم كونه بسيطاً، ولا تتمسَّك به، فلن يتحدَّث عن مواضيع أكثر أهميَّة لأنَّك لن تتولَّى أمره أيضًا. بالنَّتيجة، يُعطى الكثير لأولئك الذين كانوا أمناءً في القليل (متى 25، 21).
البركة عظيمة جدًا للذين ينقادون بالكلمة المقدَّسة لدرجة أنَّ الربَّ يجعل الأعداء يقيمون السَّلام معهم. عندما يُعلن ذلك، يعلِّمنا الله أنَّ أفضل طريقة هي التي يضعها أمامنا (مز 119، 105). لذا ابذل قصارى جهدك في التَّعلُّم وامتلك ما يُخدم لك. لا تدع ينبوع الإلهام الذي يعلِّم الحق يجفُّ، وإلَّا فلن تكون حرَّاً بالكامل.
لسنا بحاجة لخدمة أيَّة ديانة! إنَّما الربُّ فقط. إذا فعلنا هذا ستُفتح الأبواب دائمًا. لا يوجد عملٌ مبارك وأكثر كمالاً وإرضاءً من فِعل ما أمر به الملكوت السَّماوي. لن تكون هناك لحظة لا يحضر فيها العليُّ على الفور دعاء ابنه. يرضى الله عن الذين يخدمونه بملء القلب والسَّعادة.
شيءٌ هامٌّ آخر هو أن تعرف أنَّ إعلان الكلمة يأتي إلى قلبك ليباركك. حتى لو كان توبيخًا، فلا تحتقره أبدًا. كأبٍ حقيقي، الربُّ يعرف كيف يؤدِّب كلَّ ابن يقبله. لذلك، لا تفوِّت أيَّ فصل من مدرسة الرُّوح القدس.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز