-
-
أمرٌ هامٌّ لك وهو معرفة ما إذا كنت شرِّيرًا أو بارَّاً لمجرَّد أنَّ سعادتك الأبدية أو تعاستك تعتمد على ذلك. لا يمكن تبرير أيِّ شرِّير في يوم الدَّينونة، إلَّا إذا كان لديه وقت اليوم للتوبة وتسوية الحساب مع الربّ. فالمعاناة لن تبدأ فقط من الدَّينونة الأبدية؛ بل في هذه الحياة يهاجم الشِّرير كلَّ إنسان خاطئٍ أيضاً.
الأشياءُ الصَّغيرة تجعل شخصًا واحداً من شعب الله المقدَّس مستعبداً للشَّر. لا تتورَّط في الأخطاء لأيِّ سببٍ كان، حتى لو كان ذلك لتبرير أيِّ مساعدة للعمل السَّماوي. كُنْ قدوة في كلِّ شيء (1تيموثاوس12:4)! تحت أيِّ ظرف من الظروف لا تدع المجرِّب يقودك بأكاذيبه. إنَّ إكرام الربِّ هو أفضل شيءٍ تفعله دائماً، وأنت تفعل ذلك عندما تنفِّذ وصاياه. أولئك الذين يفعلون مشيئة الله سيكافئون بالتأكيد.
تعلِّمنا كلمة الله ألَّا نزرع بذورًا رديئة أبدًا، لأنَّ الحصاد سيكونُ سيِّئًا أيضًا (غلاطية6: 7ب). لا أحد يجمع ما لم يزرعه، إلَّا إذا قام بغزو وجمع شيء من أرض الآخر. قبل الحقيقة ليس هناك استثناء. إذا قرَّر خادم الله أن يفعل شيئًا خاطئًا، بناءً على كذبة أنَّ الغاية تبرِّر الوسيلة، فقد خدعه الشَّيطان ولم يكن الربُّ إلى جانبهِ.
لأنَّ الأشرار يرفضون السَّير في النُّور، ويتحرَّكون دائمًا في الظلام (يوحنا 3، 19). لذلك، فهم يتعثَّرون دائماً فيما يضعه العدوُّ أمامهم. أنت تعرفهم بسبب الأشياء الطائشة التي يقولونها ويفعلونها. هم لا يرون الحقيقة. بالنِّسبة لهم، أولئك الذين يسيرون حسب الكلمة السَّماوية هم حمقى، لأنَّهم لا يعرفون كيف يستمتعون بخيرات الحياة. لقد ضلَّل الشَّيطان الكثيرين.
كما تقول الآية في هذه الدِّراسة، إنَّهم لا يعرفون ما الذي يجعلهم يتعثَّرون. حسنًا، أولئك الذين يمشون في الظلام لا يُمكنهم رؤية مكان قدميهم أبداً. لذلك، فهم يتعثَّرون في كلِّ شيءٍ دائماً. أسوأ ما في الأمر أنَّهم لا يتنبَّهون إزاءَ رؤية التَّحذيرات السَّماوية. هناك طريقة واحدة فقط يُمكن أن يترك بها الإنسان الشَّر: أن يخاف الربَّ مرَّة ثانية. وهكذا، سيكون لديه المصباح الأساسيِّ لقدميه والنُّور لطريقهِ (مز 119، 105).
يُمكننا أن نكون على يقينٍ من أمرٍ واحد: لم يخطِّط الله لتعثُّر المخلَّصين. على العكس من ذلك، فهو يمهِّد الطريق لمن لا يخجل من إكرام اسمهِ. ولكنَّ الذين اصطادتهم "الفُرص" سوف يدركون أن تلك "الفرص" كانت طائرات متقنة من الجحيم لهزيمتهم.
من ناحيةٍ أخرى، سينجح الذين لا يتخلَّون عن مخافة الربِّ دائماً. نقطة أخرى مهمَّة هي أنَّ كونك متديِّناً لا علاقة له بممارسة الكلمة. أولئك الذين أعطوا كلمة الله نفس المكانة التي أُعطيت ليسوع، يُرضون العليَّ ويتحرَّرون من التَّجارب.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز