-
-
لم تكن بداية مسيرتنا مع المسيح صُدفة. فلدى الله خطة لكي يفهم كلٌّ منَّا كلمته ويقرِّر عن طيب خاطر الانتماء إلى يسوع. لذا فإنَّ خلاصنا له قيمته لأنَّنا لم نشترى بقيمةٍ زهيدة. أدخلنا الربُّ من الباب الضَّيق والطريق الصَّعب. لكنَّ الكثيرين لم يقبلوا ولادتنا الجديدة (متى7: 13-14).
يتحدَّث العليُّ في هذه الرِّسالة عمَّا سمِعناه عندما بدأنا نقترب منه، قائلاً لنا ما يجب علينا فعله ليثبت فينا في تلك الأيام. هذا يعني أنَّ ما سمِعناه في البداية لم يكن بسيطاً، لكنَّه كان تلخيصًا لِما يريد أن يفعله فينا. لذلك انجذبنا إلى حضرتِه. فالشَّخص الذي يفقد الإيمان الذي هيَّأ الظروف لمحبّة يسوع سيواجه خسائر أبدية.
الإيمان الذي تلقيتُه في السَّادسة من عمري، عندما سمعتُ رسالة الإنجيل لأوَّل مرَّة، هو نفسه الذي لدي اليوم. زاد الإيمان وأستطيع كسبَ المعارك التي تأتي في الوقت الحاضر. لو كنتُ قد فقدت ما تعلَّمته في الأيام الأولى، لن أكون ثابتًا اليوم. لذلك، اعتبِر ما قيل لك في ذلك الوقت.
يُمكننا أن نتيقَّن الأهمية الكبرى لمواكبة ما قاله الله لنا، لأنَّ كلَّ ما نسمعه يخدم نموَّنا الرُّوحي (رو4:15). فكِّر فيما سيحدث لطفلٍ فقد كلَّ الاستجابة المناعية التي يتلقَّاها من رحم الأم؟ سيموت خلال فترة قصيرة من الزَّمن. هذه الكلمات هي التي أعطتنا الإيمان وجعلتنا نولد من جديد بيسوع ربنا.
تمَّ تطعيمنا بالمسيح من خلال هذا الوحي، وأصبحنا جزءًا من جسده، وعندما وُلِدنا من جديد، أصبحنا مواطنين سماويين وسفراء ليسوع (2كورنثوس20:5). اليوم، موقعنا هامٌّ جدًا في الحضرة الإلهيَّة، ولهذا السَّبب، لا يُمكننا فقط مقاومة الشَّيطان الذي سيهرب منَّا (يع 4، 7)، بل مساعدة الآخرين الذين يبحثون عنَّا أيضاً. بهذه الطريقة سنثبت في يسوع وفي الآب.
أولئك الذين لا يتذكَّرون المبادئ الأساسية لتعاليم المسيح- غَيْرَ وَاضِعِينَ أَيْضًا أَسَاسَ التَّوْبَةِ مِنَ الأَعْمَالِ الْمَيِّتَةِ، وَالإِيمَانِ بِاللهِ، تَعْلِيمَ الْمَعْمُودِيَّاتِ، وَوَضْعَ الأَيَادِي، قِيَامَةَ الأَمْوَاتِ، وَالدَّيْنُونَةَ الأَبَدِيَّةَ، لن يكونوا قادرين على المُضيِّ قدماً إلى الكمال (عب6:1-3). بدايتك في الإيمان بيسوع أثمن من الذَّهب. ابقَ مُخلِصًا لمن دعاك وأحبَّك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز