-
-
إِذَا ذَهَبْتَ تَهْدِيكَ. إِذَا نِمْتَ تَحْرُسُكَ، وَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَهِيَ تُحَدِّثُكَ. (أمثال22:6)
إذا فكَّرنا في الأمر، فإنَّ الرُّوتين اليومي لنا مشابهٌ لِما يحدث في الحياة الرُّوحية. إنَّ السَّير في طريق الله يُشبه اتباع الأسطر على الخريطة- أولئك الذين يفعلون ذلك سيصلون إلى وجهتهم بأمانٍ. متى فتح الله فهمك لشيءٍ ما في كلمته، حتى لو بدا لك غير مهمٍّ، فاملك هذا الإعلان، لأنه بلا شكٍّ هو الأفضل.
هناك وقتٌ للتوقف بهدوءٍ ووقتٌ للسَّير (جامعة1:3). يجب أن نعترف بأنَّ الجشع يأخذنا بسهولة. يرغب الإنسان في تخزين المزيد والمزيد. ينتهي الأمرُ ببعض الأشخاص بفقدان صِحَّتهم لأنَّهم يعملون كثيرًا ويريدون الاستمرار في كسب الكثير من المال، لذلك يعملون أكثر. فيما يتعلَّق بالإيمان، يتصرَّف كثير من النَّاس بنفس الطريقة. ولكن من الضَّروري التَّوقف للحصول على قسطٍ من الرَّاحة والاستماع إلى الله القدير. عندما يحين وقت المشي، افعل ذلك بمخافة الربِّ.
عندما تسلك بحسب وعود الله، يجب أن تُقاد باحترامٍ لأمور الله دائماً. لا تعتبر نفسك أفضل أو أقوى أو ممسوحًا أكثر من الآخرين أبدًا. حتى لو استخدمك الآبُ بطريقة قويَّة، تذكَّر أنَّك مجرَّد بشر، لذلك لديك حدود. من خلال التَّوق إلى فعل المزيد أكثر من غيرك، لا يحترم الكثيرون حدودهم. لكن بعد العودة إلى رشدهم، أدركوا أنّ ذاك كان مجرَّد وهمٍ.
هناك لحظاتٌ يجب أن ننام فيها، لكنَّنا سنبقى تحت رعاية الله. لا حرج في أخذ قسطٍ من الرَّاحة لاستعادة قوَّتك، وانتعاشًك، ستكون قادرًا على استئناف المعركة بشكلٍ أقوى وأفضل استعدادًا. أولئك الذين يحرمون أنفسهم من الرَّاحة يهدرون القوَّة التي سيفقدونها فيما بعد. ومع ذلك، في هذه الأوقات، احترس لئلَّا يستخدمك العدوُّ.
نستيقظ بعد النَّوم على المواعيد التي أعلِنت لبركتنا. ومحبَّتنا لله ستجعلنا نسمع ما يقوله لنا. بعد سماع صوته، لا يوجد شيءٌ يجب أن ننتظره، لأنَّ الربَّ يتقدَّمنا دائمًا. ويفتح الطريق والأبوابَ أمامنا، يدمِّر العوائق، ويحمينا، فلا شيء يمنعنا من النَّجاح.
أولئك الذين يتبعون توجيهات الله لا يبتعدون عن طريقه أبداً، والله أمينٌ ليقودنا في الطريق الصَّحيح، وليس في الطُّرق التي تمنعنا من الوصول إلى قياس قامة ملء المسيح (أفسس13:4). لذلك، عند اتِّباع الربِّ، امتنع عن التَّذمر أو الشَّكوى. هذا هو الوقت الذي يعدّنا فيه الربُّ لأعماله الصَّالحة. سيقودنا خطوة بخطوة إلى الطريق المفتوح.
كُنْ مطيعًا دائما لفعل ما أعلن لك لئلَّا تنزلق وتسقط. أفضلُ شيء هو معرفة أنه سيقودنا إلى النَّصر دائماً (2 كورنثوس14:2)، ولن ينقصنا شيء. في نهاية مسيرتك، ستشكر الربَّ لأنه لم يعوزك شيء.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز