-
-
وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. (فيليبي7:4)
بادئَ ذي بدءٍ، دعونا نكتشف المزيد عن هذا السَّلام الذي يحمله الربُّ في قلوبنا. بالتأكيد، إنه رائعٌ! بما أنَّ الله كاملٌ، فإنَّ كلَّ ما يفعله أو لديه أو يخطِّط له أو ينفذّه هو الأفضل دائمًا. من خلال منحنا السَّلام، فهو يُعطينا ما هو الأفضل بكلِّ معنى الكلمة. إنَّ العليَّ لا يمنحنا ما صنعه لنا فقط- والذي سيكون كافياً- بل يعطينا ما صنعه لنفسِه!
سلامُه يفوقُ كلَّ عقل. لا أحد قادر على التَّدقيق أو الفهم الشَّامل لإمكانات وجوهر سلام الله. والغرض من سلامِه حراسة قلوبنا. بدونه نتعرَّض لهجمات الشَّيطان. لكن كوننا محروسين من هذا السَّلام، يمكننا أن نرتاح ولن نتأثر أبدًا بأيِّ جزء من أفعال أمير الظَّلام.
تتمثَّل إحدى استراتيجيات العدوِّ في أن يجعلنا نشعر بالضَّغط. فهو يعلم أنَّنا- بأنفسنا- لسنا أقوياء بما يكفي لتحمُّل ضغوط الحياة لفترة طويلة جدًا. لذلك فإنَّ الشَّيطان سيفعل كلَّ ما في وسعِه لإبعادنا عن مكانتِنا في المسيح. لكن إذا كنَّا مملوئين بسلام الله، فلن تكون هناك أيُّ فرصة للشَّيطان كي يدخلَ حياتنا ويقودنا إلى الخطيئة أو المعاناة. وبالتَّالي، من المهمِّ للغاية أن يكون لديك سلام الله.
يتَّخذ الرَّجلُ القرارات في قلبه. قالَ الربُّ: من فضلة القلب يتكلَّم اللِّسان، وهذا هو السَّبب في أنَّ معظم المسيحيين يقولون أشياءَ سيِّئة ويعترفون بالهزيمة، ممَّا يمنح العدوَّ السَّيطرة على حياتهم (متى34:12). ولكن إذا تقوَّى القلبُ بكلمة الله، فلن يُظهِر أشياءَ سلبيَّة أو قذرة. لذلك من الضَّروري أن نملأ قلوبنا بالأشياء الطيِّبة.
حسنًا، مادامَ الفمُ يتكلَّم من فضلة القلب، وإذا وُجد سلامُ الله في قلوبنا، فسوف نتحدَّث بأمورٍ إيجابيَّة، وفقًا لإرادة الله. لذلك، بما أنَّ الرُّوح القدس أوحى لبولص أن يكتب لنا كي نحصلَ على سلام الله، فمن واجبنا أن نصلِّي من أجل ذلك. إذا فعلنا هذا، فسوف نحيطُ أنفسنا بالأشياء الجيِّدة. لذلك، كلُّ ما علينا فعله هو فحص الطريقة التي نعيش بها، لأنَّ هذا يوضِّح ما يخرج من أفواهنا.
بسلام الله القدير الذي يغمرُ حياتك، سيوفِّر قلبك مادة لفمك للتحدُّث بأشياءٍ تُرضي أبينا. لذلك لن تلدَ كلماتٍ سلبيَّة. في واقع الأمر، يجب علينا أن نُخرج الأشياء الجيِّدة فقط من خلال سلام الله الذي فينا، حتى أذهاننا ستكون طاهرة وسوف تساعدنا في تحقيق النَّصر. لا ترفضوا هذا العرض الكثير القيمة، الذي قدَّمه أبونا، والذي يهدف إلى رفاهيتنا.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز