«أَنَا أَنَا هُوَ مُعَزِّيكُمْ. مَنْ أَنْتِ حَتَّى تَخَافِي مِنْ إِنْسَانٍ يَمُوتُ، وَمِنِ ابْنِ الإِنْسَانِ الَّذِي يُجْعَلُ كَالْعُشْبِ؟ (إشعياء12:51)

قال اشعياءُ النبيّ أنَّ الربَّ هو الذي يعزِّينا. لكن هل يُمكن أن يفشل الله فيما يفعل؟ بالطبع لا! فلماذا لا يشعر الكثيرون بالرَّاحة؟ حدثَ الشَّيء نفسه في أيام يسوع الذي جاء بكلِّ سلطان ليحلَّ مشاكل شعبه، لكنَّ شعبَ إسرائيل اختاروا الدِّيانة بدلاً من ذلك. لم يَصنع السَّيد الكثيرَ من الأعمال الجبَّارة في النَّاصرة بسبب عدم إيمانهم (متى13: 57-58).

ولكنَّ الذين آمنوا بيسوع رأوا مجد الله يصنعُ المعجزات. ويُمكن أن يحدث الشَّيء ذاته اليوم. لكن فقط الذين يؤمنون، سيرَون مجد الله يعمل في وسطِنا. لا يكفي أن تريد أو تطلب أو تسعى؛ علينا أن نفعل الشَّيء الوحيد الذي يجعل الله يتحرَّك في العمل: الإيمان. بالنِّسبة للذين يستوفون هذا الشَّرط، فإنَّ الرُّوح القدس سيتمِّم رسالته.

لا داعٍ للخوف بشأن إنسانٍ سوف يموت، لأنَّنا ننتمي إلى جسَدِ المسيح. إذا كنت تحتَ هجوم شيطانيّ، وإذا هاجمك العدوُّ كأمواج بحرٍ أثناء العاصفة، فإنَّ روح الله سيرفع علَمَه ويدخل في المعركة لحمايتك ويمنحك النَّصر. لكلِّ الذين نالوا الخلاص الحقَّ في التَّعزية، لكن من الضَّروري أن يتبعوا الخطوات الموضَّحة في الكتاب المقدَّس.

قبل أن يصعدَ إلى السَّماء، قال يسوعُ لتلاميذه الحَزانى بسبب قوله أنَّه سيعود إلى بيت أبيه بعد أن أكملَ عمله الخلاصي، أنَّ ذلك سيكون لصالحِهم إن مضى إلى هناك، كي يُرسلَ الرُّوح القدس، المُعزِّي. (يوحنا7:16). لن يتعزَّى شعبُ الله فقط بشخص يسوع، الذي اقتصرت تعزيته عندما جاء إلى العالم كبشرٍ، على حضوره الجسَدي فقط.

إنَّ عمل الرُّوح القدس بصفتِه المعزِّي لا يعزِّينا فحسب، بل يمنحنا القوَّة أيضاً لتعزية الآخرين الذين يمرُّون بمشاكل مشابهة لتلك التي تغلَّبنا عليها. من الضَّروري أن يخرجَ كلُّ الذين أنقذهم الربُّ لإنقاذ النَّاس المُصابين بأمراضٍ مماثلة. عندما تتعزَّى، تحصل على السُّلطة لتعزية الذين يُعانون أيضاً.

لا تتصرَّف بطريقةٍ غير مسؤولة بعدم إيمان بشأن ما يقوله الله، لأنَّه جعلنا تعزيةً للذين يعانون من الآلام نفسِها التي ابتلينا بها ذات يومٍ. أنتَ وكيلُ الله لتفعل نفس الأشياء التي فعلَها من أجلك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز