قوة الإيمان

الربُّ يسلك بالقداسة فقط. وهو لن يُفاجأ بأيِّ حالٍ من الأحوال، لذلك لا يتَّخذ أيَّ إجراء اعتباطيٍّ لتحقيق النَّصر. وهذا ما يجب فعله من قِبِل كلِّ المدعوّين ليكونوا بجواره كأعضاءٍ في جسَد المسيح: ليخرجوا من الظُّلمة ويمشوا في النُّور. يجب أن يُصبح هذا الهدف نهائيٌّ لحياتِنا. لن يسمحَ الله لأيٍّ من خدَّامه أن يسلك الطريقَ الخاطئ ويتدنَّس.

حتى لو كان خيارُك الوحيدُ، حسب تصوُّرك، هو الخروجُ من حضرة الله، فلا تفعل ذلك. حتى إذا اعتقدتَ أنّك من الضَّروري أن تتصرَّف بشكل مختلفٍ قليلاً عمَّا يقوله الكتاب المقدَّس- بما أنَّ وضعك هو ظرفٌ خاص- لا تفعل ذلك. الحقيقة هي أنَّ الذين يخدمون الله الحي والقدُّوس لن يعثروا أبدًا في شيء غير متوقَّع، شيء لم يعرفه الربُّ. قبل أن يضعَ العدوُّ خطته موضِع التَّنفيذ، أعدَّ الله بالفعل نجاتاً لأولادهِ.

طريقُ الله كاملٌ. لذلك الشَّخص الملوّث لن يمرَّ بها أبداً. لكي نخدم الله يجب أن نكون قدِّيسين حتى في لحظاتِ "الخسارة"، مثل ترك عباءة لشخصٍ ما (متى 40:5)، والسّير ميلاً آخر (متى 41:5) وعرضِ الخدِّ الآخر أيضًا (لوقا 29:6). إنَّ التَّعليمات المسجَّلة في الكتاب المقدَّس هي أفضلُ ما يمكن أن نتلقَّاه على الإطلاق؛ حيث فيه الحياة والحلّ لاحتياجاتنا. من الأفضل أن تتكَّبد أيَّ خسارة بدلاً من تلقي "مساعدة" من العدوِّ.

لا توجد أجناد شرِّيرة، ولا رئاسات، ولا قوى، ولا حكَّام ظلام في هذا العصر، ولا جيوش شرٍّ روحية قادرة على العمل في الأماكن السَّماوية، ولا يُمكنها خوض معركة واحدة ضدَّ الربِّ. لذلك، لا تقبل أبدًا، في موقفِ معيَّن، أن شيئًا ما قد يجعلك تتصرَّف كشخصِ ظالمٍ، لأنك بهذه الطريقة ستفقد المكافأة العظيمة التي يخبِّئها الله لك.

الذي يلبس ثوباً أبيضاً طاهراً سوف يُسمَع له في يوم بليّتهِ. لذلك لا تتصرَّف أبدًا خارج المعايير الموضوعة لخدَّام الله، ولا تكذب أبدًا. الملائكة الذين تركوا مسكنهم أصبحوا مقيَّدين في سجونٍ أبديَّة. يهلك كلُّ من يرفض الكلمة أو يحتقرها. ولكن الذي يبقى صامداً لن يُترك وحيداً في أتون أو جبِّ الأسود أو ميادين القتال.

يمتلكُ أبناءُ الله خدمة مزدوجة: هم كهنة يخدمون العليَّ ومن أجله في كلِّ وقتٍ وفي أيِّ مكان، وهم ملوكٌ يتصَّرفون بطريقة سياديّة في كلِّ ما يتعلَّق بهم. إذا استمرُّوا مًخلِصين، فسيكون الربُّ إلههم. احذر من التفاصيل "الصَّغيرة": قلَّة القداسة قد تكون قاتلة. كونوا قدِّيسين لأنِّي قدُّوس (1بطرس16:1).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز