-
-
وَلَمَّا سَمِعَ الرُّسُلُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ السَّامِرَةَ قَدْ قَبِلَتْ كَلِمَةَ اللهِ، أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا، (أعمال الرُّسل14:8)
لا يُمكن أن يكون هناك حسَدٌ ولا طمَعٌ في عملِ الله. سيكون من الأفضل أن يضَعَ الشَّخصُ إرادته جانبًا ولا يتَّخذ قراراتٍ تبدو مناسبة له. بالإضافة إلى ذلك، يجب ألَّا تطلب مشورة أساتذة العلوم من البشر لمساعدتك في معرفتهم العلميَّة. بالنَّتيجة، فإنَّ التَّسويق في الكنيسة وتطبيق أيِّ معرفة بشرية يعيقان عمل الرُّوح القدس فقط.
يجب على الجميع أن يعمل حتى يتعلَّم الضَّالون طريق الخلاص، ويتغيَّر الخطاة ويصِلَ المحتاجون إلى بركاتِهم. لقد أسَّس الربُّ يسوع هذا النَّمط بالفعل من خلال العملِ الذي قام به في خدمته على الأرض. نرى في كلماته التَّرجمة الدَّقيقة لإرادة الآب. وفيها نكتسب القوَّة لنقاتل قوَّات العدوِّ ونهزمها.
يُمكننا مساعدة القريب بالعطيَّة التي منحَنا إيَّاها الآبُ فقط. يُطلق صاحب السِّيادة عطاياه لتحقيق مقاصِده. ليست لدينا القوَّة لنقرِّر ماذا نفعل في حصاد الربِّ ولكن لنطيعَ قوله. وعندما يتعاطف قلبُنا مع معاناة شخصٍ ما، سننجح في محاولة مساعدة مثل هذا الشَّخص من خلال الارشاد الإلهي فقط. تأتي بداية العمل ونهايته من الله.
المهمُّ هو نشر الكلمة للجميع، والعلامة التي نصلَ إليهم هي عندما يقبلون الإنجيل. أولئك الذين يقبلون أن يستخدمَهم العليُّ لا يشكُّون أبدًا في أنَّ الله هو الذي دعاهم. عندما يجعل الله شخصاً على اتِّصال بنا، يكون قد أعطانا القوَّة لمساعدته بالفعل. يجب على الشَّخص الذي يُرسله الربُّ أن يتكلَّم ويتصرَّف كما سيفعل لو كان مكانك.
عندما جاء الرُّسل، رأوا العجائب التي كان العليُّ يصنعها من خلال فيليبُّس، وسُرعان ما بدأوا في خدمة الشَّعب. كانت الضَّرورة الأكبر في تلك اللَّحظة هي أن يمتلئ المتحوِّلون الجُدد بالرُّوح القدس. علَّموهم وصلّوا من أجلِهم ووضعوا أيديهم عليهم ليمتلئوا من القوَّة السَّماوية. كرمُ الربِّ عمل هؤلاء الخدَّام، وكثيرون من الذين اهتدوا قد امتلأوا بالرُّوح القدس.
أقبلَ ملكوتُ الله عليهم عندما أعلَنَ لهم فيليبس الربَّ يسوع، ومن خلال المعمودية بالرُّوح القدس وخدمة الرُّسل، حدثت الولادة الجديدة. ثمَّ أصبحوا جزءًا من جسَدِ المسيح. يجب على كلِّ شخص قَبِلَ يسوع كمخلِّص أن يسعى إلى ملء الرُّوح، وبذلك تكون عملية التَّجديد قد اكتمَلت.
والدَّليل على أنَّ ملكوت الله قد جاء هو طرد الأرواح الشِّريرة وشفاء المرضى وعملُ معجزاتٍ عظيمة. عندما يأتي الملكوت إلى شخصٍ واحد أو إلى مجموعة، تُطرد الشَّياطين إلى الخارج ويتمِّم الآبُ آياته. حكمة الرُّسل جعلت السَّعادة العظيمة التي اجتاحت السَّامرة لا تضيع أبداً.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز