وَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلاً: «هَلْ يَقْدِرُ أَعْمَى أَنْ يَقُودَ أَعْمَى؟ أَمَا يَسْقُطُ الاثْنَانِ فِي حُفْرَةٍ؟ (لوقا39:6)

الكتابُ المقدَّس ليس كتابًا علميًّا، ولا خلاصة وافية للأنماط الأخلاقيَّة، على الرُّغم من أنَّ ما ينصُّ عليه لا يحتوي على أيِّ خطأٍ يسمح للعلماء بمناقضتِه، معتبرين أمراً ما لا قيمة له أو تافه، ولا أكثر الأخلاقيات نزاهة يُمكنها الإدانة أو الحكم عليه بالضُّعف أو الإهمال. إنَّه دليل الخالق حول كيفية المُضي قدمًا في كلِّ شيء. أولئك الذين يتبعون تعاليمه لن يتعثَّروا أبدًا.

أولئك الذين لا يعرفون الحقيقة لا يُمكنهم تقديم الفائدة لأحدٍ بالنِّهاية، كيف يُمكنهم توجيه أيِّ شخص إذا لم يكن لديهم رؤية واضحة للحقيقة؟ لذلك، يجب أن نعرف قادتنا جيِّدًا، وكيف يعيشون، وما يؤمنون به وما يمارسونه. خلالَ رحلتنا، دون شكٍّ، سنواجه مواقف، إذا لم نكن ثابتين في الإيمان بيسوع، فسوف نتعثَّر، لأنَّ العدوَّ مستعدٌّ لتقديم أيِّ عرضٍ علينا.

الشَّخص الذي لم يولد ثانية هو ليس حرَّاً، وبالتالي، ليس لديه أو لديها ظروفُ البقاء بثبات تحت ضغط هجوم الشِّرير. فمن المستحيل عليه/ عليها العيش في قداسة إذ ليس لديهم مخافة الله في القلبِ. حسنًا، من ليس لديه توجيه من الربِّ هو مثل الأعمى، وإن كان أعمى يقود أعمى، فسيقع كلاهما في حفرة. يأتي النُّور فقط مع التَّجديدِ.

يُمكن أن يكون السُّقوط مميتًا، أو على الأقل يأتي بعاهةٍ. العدد ليس قليل ممَّن لا يستطيعون التعبير عن أنفسِهم باسم يسوع بسبب الحوادث التي تعرَّضوا لها خلال رحلتهم الرُّوحية. لقد انجرفوا بعيدًا بسبب شخصٍ لم يكن لديه احترامٌ كامل للكلمة، وبالتَّالي تصرَّف بشكلٍ خاطئ في الماضي وتسبَّب ذلك بالخجلِ اليوم. من يتعلَّم من شخصٍ فاسدِ العقل يمكن أن يخاطر برؤيتهِ.

لا يهمَّ من هو الشَّخص الذي يأتي ليسمح بما لا تقرُّ به الكلمة، فلا تقبل مثل هذه العقيدة. إذا فعلتَ ما تعلِّمه، فسيكون ذلك خطأك بالكامل. الآن، من يعثر أحدَ هؤلاء الصِّغار، سيواجه أسوأ إدانةٍ. لقد أعدّ الشَّيطان مواقف كثيرة لإفساد الصِّغار في الإيمان، والآن يبحث عمَّن يعلّم ذلك للآخرين حتى يضيعوا إلى الأبد.

أفضلُ شيءٍ هو الهروب من المقترحات الشِّريرة، على الرُّغم من أنَّها قد تبدو مهمَّة بسيطة. ما ليس له أساسُ كتابي يأتي من الشِّرير. نحن أبناء الله لنبشِّر بفضائل أبينا. من لا يحترس وهو في منصب ابن العليِّ لا يعرف كم سيخسر، لأنَّه إذا احتقرَ هبة الله، سيكون بلا حمايةٍ.

لا يهمَّ عمرك أو كم من الوقت مشيتَ مع يسوع. كُنْ على علمٍ بشيء واحد: العدوُّ سيقاتل ليهزمك. من يريد الثَّبات أمام الله يجب أن يسهرَ ويصلِّي ويحارب لئلَّا يسقط (1 كو 10.12). إنَّ من يقع في الخطيئة لا يُفسِد نفسه فحسب، بل يُفسد أيضًا روح الشَّخص الذي أثَّر عليه أو تعلَّم منه.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز