قوة الإيمان

إنَّ المعجزة التي صنعَها الربُّ يسوع لأرملة نايين تعلِّمنا دروسًا عديدة. لم يتوقَّف لتقديم الوعظ لها كي تؤمن بعودة طفلها. بدلاً من ذلك، كان لديه شفقة. هناك لحظاتٌ يأتي فيها هذا الشُّعور نفسه، ولا شكَّ أنَّنا يجب قبوله باعتباره قادمٌ من العليِّ. لذلك، يجب أن نكون مستعدِّين لمثل هذه المناسبات. إذا أرشدك الربُّ باتجاهٍ معيَّن، فتأكد أنه يريد أن ينجز شيئًا ما.

اندهشَ الجموع الذين شاهدوا المعجزة التي صنعها السَّيد. بالتأكيد، لم يكن هناك من يمجِّد الله. يمكن لمعجزة بهذه العظمة أن تجذب الكثير من الخطاة إلى الخلاص، أكثر من مئات العظات. كلُّ ما يبدأ الربُّ به سوف يتحقَّق، وقد قال إنَّ الذين آمنوا به سوف يقومون بأعمال أعظم ممَّا فعلها هو (يو 14، 12).

عندما لمسَ التابوت، لم يكن يسوع خائفًا من حدوث خطأٍ ما. بما أنه إنسانٌ كامل، لم تفشل أيٌّ من أعمال المسيح. كما أنَّه لم يكرز لتلك الأم، كي تتوب عن خطاياها، وتخلص، وعندها فقط يعود ابنها. كونه الله نفسه، يمكنه تغيير القاعدة دائماً. إنه صاحبُ سيادةٍ وحكمة. وهو يعرف ما يجب فعله.

عندما يقودنا شعور الرَّحمة، يذهب الربُّ أمامنا لإنجاز العمل. في كلِّ الأحوال، يريدنا أن نثابر على تحقيق ما أمرنا بإنجازه. لقد قمتُ بالفعل بتحرير سيِّدة كانت تسير إلى مكان ما تضربُ نفسها. السِّر هو أن يقودنا الرُّوح القدس، الذي لن يحملنا إلى المتاعب أبداً.

الشَّيء الوحيد الذي يجب علينا فعله هو تحليل ما إذا كان التوجيه آتٍ من الله، أو إذا كان شيئًا عاطفيًا، من الجسَد. إذا جاء من العليِّ، فيُمكننا التَّصرف بإيمان، وسيصنع الربُّ المعجزة. يجب أن تنمو علاقتنا مع الآب دائمًا حتى يرشدنا لإنجاز أعمالٍ عظيمة. من المستحيل أن تكون لنا شركة مع الله إذا لم تُخدمنا الكلمة.

أولئك الذين يستعدُّون لخدمة الله سيسمعون أشياء لن يعرفها الأشرار أبدًا. كخدَّام متاحين لإنجاز ما أمرنا به، فإنَّ العليَّ لن يجعلنا كُسالى في عمله. هو وحده يعرف كيف ومتى سيستخدمنا، وبالتَّالي، سنكون قادرين على تحقيق رغبتهِ. إذا أرضينا إلهنا، فسوف تتحقق رغبات قلوبنا (مز4:37).

إذا انتعشتَ في كلمة الله، وشعرتَ أنه يمنحك بركة، أو يرشدك للقيام بشيءٍ ما لنفسك أو لأقاربك أو لأصدقائك أو أشخاصٍ مجهولين، فلا تحتقر ما يقوله. لا يحتاج الله إلَّا أن نكون أدوات حتى يعمل من أجلنا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز