-
-
أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ، (فيليبي13:3)
لم نصلْ بالفعل إلى كلِّ ما أعدَّه ربُّنا لنا. رغم أنَّنا وُلِدنا من جديدٍ وامتلأنا بالرُّوح القدس، حيث يكتملُ عملُ الولادة الجديدة بالمعمودية بالرُّوح القدس التي يمنحها الربُّ لهدفٍ واحد: حتى نعرف ما يمنحنا إيَّاه مجانًا. يحدث هذا في كلِّ خطوة، في كلِّ لحظة، بالإيمان دائماً.
لا يوجد ما هو أسوأ من شخصٍ مخلّصٍ يفهم حقوقه في المَسيح، ويعرف أنَّ الربَّ سيُلبّي كلَّ شيءٍ يحدِّده باسم يسوع، لكنَّه لا يولي الاهتمام المطلوب منه. وعندما يتصرَّف بهذه الطريقة، فهو يساوي نفسه مع أتباع جميع الدِّيانات الأخرى، إذ لا يعرفون الكلمة، ويقبلون الألم كشيءٍ طبيعي في الحياة. اِعلم أنَّ قرارك سيجعلك منتصرًا أو مهزومًا.
من ناحيةٍ أخرى، عندما يتعلَّم ابنُ الله حقوقه وما له في المَسيح، ويعلن ذلك بالإيمان، فإنَّه يشعر بالرِّضا، وهو يرى اليد الإلهيَّة تعمل بقوَّة لصالحِه. يمشي كما سار يسوعُ عندما كان بيننا. على العكس من ذلك، لا يوجد سوى الإحباط والمشاكل التي لم يتمَّ حلُّها. بسبب حقيقة أنَّهم لا يحتلُّون مكانتهم في يسوع، هناك الكثيرون ممَّن يعيشون في الخطيئةِ.
أكَّد الرَّسول بولس أنَّه شرعَ في إدراك سبب اعتقاله وتقييده بالسَّلاسل للمسيح يسوع. نحن متَّحدون أيضًا في نفس المهمَّة. يجب ألَّا نسير بالإيمان دون معرفة لمصيرنا، فلهذا الغرض أعلن الله ذاته لنا. يجب أن يكون هدفنا دائمًا هو النَّجاح والنَّصر. يجب ألَّا نسمح للكسل أبداً أو لأيِّ شيطان بإعاقة وصولنا إلى هدفنا.
عندما خلقَ العالم، صنعَ العليُّ الكلَّ حسَن. ولكن حتى عندما دخلت الخطيئة عالمنا، اكتشفنا الكثير من الأشياء المُدهشة التي خلقها من أجل سعادتنا. الآن، تخيَّل ما ينتظرنا في الحياة الأبدية، حيث سنلتقي بالآب بنفس الطريقة التي يعرفنا بها الله، وبعد ملايين السِّنين من اكتشاف الأشياء الجيِّدة طوال الوقت، سنظلُّ في البداية فقط!
إذا استخدمك الربُّ كثيراً، أو كنت مباركًا جدًّا، فلا تعتقد أنَّ هذا هو كلُّ ما يمكنه فعله من أجلِك. لا تدع نفسَك مخدوعًا بالخطيئة من أجلِ لا شيء، لأنَّ العدوَّ سيفعل كلَّ ما في وسعه ليأخذك بعيدًا عن السَّعادة الأبدية التي تنتظرك في المسيح يسوع. أولئك الذين لا يذهبون إلى السَّماء سيواجهون خسارة فادحة.
ما سيحصل عليه المخلّصون إلى الأبد لا يُمكن وصفه. وبالتالي، فإنَّ الأمر يستحقُّ تحمُّل المعاناة هنا في هذا العالم حتى نكون مع الربِّ في ملكوت السَّماوات. لا يهمَّ نوع التَّجربة التي قد نواجهها. مهمَّتنا هي المُضي قدمًا للوصول إلى الهدف الذي لدينا في الربِّ يسوع.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز