مُقِيمٌ كَلِمَةَ عَبْدِهِ، وَمُتَمِّمٌ رَأْيَ رُسُلِهِ. الْقَائِلُ عَنْ أُورُشَلِيمَ: سَتُعْمَرُ، وَلِمُدُنِ يَهُوذَا: سَتُبْنَيْنَ، وَخِرَبَهَا أُقِيمُ. (إشعياء26:44)

على الرُّغم من وَعدِ الربِّ بأن يكون معنا، ويستجيب صلواتنا، ويؤكِّد كلامنا، إلَّا أنَّ هناك أشخاصًا لا يسمحون له بذلك. كانت الخطيئة هي سيِّد الكثيرين من أبناء الله. ليس كلُّهم ​​يمارسونها على نطاقٍ واسعٍ، لكنَّ الكثيرون سمَحوا للشَّيطان أن يجعل عشَّه في قلوبهم، لذلك يعيشون في نفسِ ضعف الضَّالين الذين لا يعرفون يسوع.

منذ اليوم الذي صرخَ فيه المسيح: قد أُكمِل (يو30:19)، انتهتْ سيادة الشَّيطان علينا، لذا فإنَّ الذين تحوَّلوا إلى يسوع هم أناسٌ لديهم إمكاناتٍ هائلة. ولكن نظرًا لأنَّهم لا يتخلَّصون من الإغراءات ويعيشون وهم يفكِّرون بما هو غير لائق دائماً- الحُكم على الآخرين، والكذب والخداع في حالاتٍ أخرى- فإنَّ ما يقولونه لا يحدث أبدًا.

يقولُ الربُّ منذ أيام سُليمان (التي كانت قبل ثلاثة آلاف سنة تقريبًا): فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلَّوْا وَطَلَبُوا وَجْهِي، وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيةِ فَإِنَّنِي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ. (2أخ14:7). ومع ذلك، فإنَّ ما نراه في كلِّ مكان هو الرِّغبة في الحصول على المزيد أكثر، وإيجاد المتعة بأيِّ ثمنٍ. وهكذا يتوقَّف المؤمنون عن تأكيد الله لكلمتِهم.

كان الأمرُ مختلفًا مع يسوع، لأنَّه آمن بما قاله الآبُ ولم تؤثر عليه الخطيئة أو الكسَل. وفي كلِّ مرَّة يأتي الشِّرير ليلحق به الأذى- سواء من خلال الطبيعة أو من خلال النَّاس- كان يوبخ الشَّر ويعود كلُّ شيء إلى طبيعته. وهكذا، تمكَّن الآبُ من صنع المعجزة من خلالِه، فدُفع الجموع في طلبه. هذا هو السِّر الذي سيجعلنا نختبر الأعمال الإلهيَّة.

الخادمُ الحقيقي سوف تثبت كلمته من قبل الله العليِّ. أن تكون خادمًا لله يعني الخضوع لِما يأمر به، وتنفيذ وصاياه، وعدم الخوف من تهديد العدوِّ. من المُستحيل أن ينسى الله كلُّ من يفعل مشيئته. عندما يأمر المؤمنُ الشِّرير أن يترك حياة شخصٍ ما (قد تكون حتى حياته)، يهربُ الشَّيطان على الفور. هل رأيت طلباتك يتمُّ الوفاء بها؟

أولئك الذين يخدمون الربَّ يعيشون في الجوِّ الإلهيّ. بالنِّسبة لهم، حتى لو فشِل كلُّ شيء، فإنَّ كلمتهم لن تفشل. إذا أرسِلوا إلى منطقة صحراويَّة في الأرض، فستصبح هذه البرّية حديقة جميلة قريباً. هؤلاء النَّاس لا يخافون في مهمَّتهم، ولا يسمحون للعدوِّ بالتَّدخل في العمل الإلهيّ الذي يقومون به. خدَّام الله هم شهودٌ أقوياء للمسيح في العالم.

ما رأيك أن تقطع عهداً مع الآب السَّماوي، وتعطيه كلَّ نفسِك وما لديك؟ في الوقت نفسه، قدِّم الوعدَ له أنك ستبذل قصارى جهدك وستذهب حيثما يُرسلك خادماً للحق.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز