-
-
لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ (إشعياء61: 10ب)
يجب أن يكون الدَّليل الرَّئيسي على أنَّنا سعداءٌ بالخلاص الذي أعطانا إيَّاه الربُّ هو الفرح. أولئك الذين يتَّسمون بمظهرٍ حزينٍ ومرارة وإحباط واكتئابٍ دائماً يجب أن يصلُّوا، كما فعلَ إسحق عندما اكتشف أنَّ رفقة كانت عقيمة. صلَّى من أجل شفائها حالاً، عالمًا أنَّ وعد الله سيتحقَّق في حياتهم.
يجب أن يكون فرحُنا شيئًا يتجاوز ما يشعر به النَّاس عندما يكونون سعداء لأيِّ سبب من الأسباب. ما يدفعنا إلى الحصول على حالة الرُّوح هذه هو الانفصال الذي صار لدينا عن القوَّة الجهنَّمية. الآن، كأشخاص مخلَّصين وأعضاء في جسد المسيح، لم نَعد تحت سلطة العدوِّ، لكنَّنا أقوى من التَّجارب. حتى لو سعى لإسقاطنا، فإنَّ إلهنا سوف يساعدنا.
يجب أن تفرح نفوسُنا بالربِّ لا بالبركات التي ننالها منه. قد نشعر بالرِّضا عن ذلك، ولكن في المسيح، يجب أن نحظى بالفرح الذي سيجعل الجميع متفاجئًا. وهو سببٌ لنا كي نكون في مزاج جيِّد دائماً، ومتحمِّسين، ومستعدِّين للحرب، مُهيؤون لإنجاز العمل بطريقة كاملة ومثاليَّة. نفرح داخليّاً بسماع كلمة الله، لأنَّنا نعلم أنَّنا منتصرون بالكلمة.
كما أمر والدُ الابن الضَّال أن يُعطى لابنه ثيابًا جديدة، فقد ألبسَنا أبونا الحقيقي ثياب الخلاص الغير قابلة للفناء. فعندما نرتديها لن يضربنا أيُّ سهم من إبليس، وهذه الملابس ستحمينا تمامًا. فإذا ظلَّ المؤمنون أطهاراً ذوو لونٍ أبيض، فسيكونون أقوياء حتى يوم دخولنا إلى السَّماء.
بعد أن أخطأ آدم مباشرةً، لاحظ أنَّه عارٍ وغير محميٍ روحياً. وهكذا دخلت إرادة العدوُّ إلى البشرية، جاعلة الإنسان أكثر بعدًا عن الله. فلا جدوى من الاختباء خلفَ الأشجار، أو محاولة البحث عن الأعذار. الملابس الوحيدة التي تَحمينا من قوَّة الجحيم هي تلك التي يعطينا الربُّ إيَّاها. لقد لبسنا رداء العدل والكرامة السَّماوية.
نحن مثل العريس الذي لديه التزامٌ جادٌّ للغاية- الإنجازُ كرجلِ الله. الثَّوب السَّماوي وأردية البرِّ تعطينا هذه البركة والسُّلطان لنتمكَّن من دخول حضرة الله ونطلب كلَّ ما نحتاج منه. بهذه الملابس يُمكننا أن نطالب الشِّرير أن يغادر مع كلِّ ما له. نحن مركز القيادة الذي أعدَّه العليُّ.
تمكَّنت الكنيسة بصفتها عروس المسيح (التي ننتمي إليها جميعًا) من التَّغلب على كلِّ تجربة والحصول على العديد من الجواهر المزيَّنة. وهكذا بقلبٍ مفعمٍ بالفرحِ، تنتظر العروس اللَّحظة التي ترى فيها العريس، لتكون معه إلى الأبد في البيت الجديد، الذي سيمتلئ بالحبِّ والحماية. كم هو جميل إلهُنا أليس كذلك؟
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز