-
-
فَرَأَيْتُ بَيْنَ الْجُهَّالِ، لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَمًا عَدِيمَ الْفَهْمِ، (أمثال7:7)
أولئك الذين يتركون شيطانَ الهَوى يدخلُ قلوبَهم يتَّخذون ذات المَوقف في أيِّ مكانٍ. فوصفُ الشَّاب الخالي من الفهم ينطبقُ على جميع الذين لا يقاومون هذه الرُّوح المُقنعة. سيشعرُ أولئك الذين يسيطر عليهم هذا الشُّعور الشِّرير بأنَّهم أسوأ أناسٍ على الإطلاق بعد زوال هذا السِّحر منهم.
استخدمَ العليُّ كلماتٍ قاسية تجاه من يدعوهم أبناء في بداية الفصل الذي ندرسه. لن يقولَ الربُّ شيئًا بدون قصدٍ ولن يَنسى التَّحذير من المَخاطر العظيمة التي قد تنجم عن أن تكون مفتونًا بالعاطفة. سوف يَبكي كثيراً أولئك الذين يرفضون الاستماع، إذا أُتيحت لهم فرصةً للتَّوبة لاحقًا. وأكثر من ذلك، لن يُنسى عارُهم أبدًا.
الصَّواب هو حِفظ الكلمة الإلهيَّة وطاعتها. الذين يحبُّون الوصايا يَحيون. أمَّا الَّذين يحتقرونها يموتون روحيَّاً. يجب أن نصون قانون الله كما نفعل مع حدقة أعيننا، ويجب أن تبقى أحكامه بين أيدينا ومكتوبة في قلوبنا (أم3:7). يجب على كلِّ من يحبُّ حياته أن يفعل ذلك.
يجبُ اعتبار الحكمة كأختٍ والمعرفة كأحدِ الأقارب (عدد 4)، كما لو كانوا ينتمون إلى عائلتنا، التي نحبُّها حقّاً ونعيش معها بسرورٍ. إذا فعلنا ذلك، سنُحفَظ من المرأة الفاسدة، من الفاتِنة التي تتملَّق بكلماتها (الآية 5). نظرًا لأنَّنا نسترشد بالحِكمة، فإنَّ العليَّ يوضِّح لنا قدرة الإغواء الذي يتمتَّع بها هؤلاء الأشخاص.
يراقبنا الله من نافذة بيتهِ (آية ٦). إنَّه يرى كلَّ ما يَحدث لنا وكيف نُخدَع ونُغوى بسهولة. يرى الآبُ السَّماوي الشَّاب غير النَّاضج، الخالي من الفهم، الذي أسره العدوُّ. لا يتوقف هذا الشَّاب ويستمرُّ في السَّير من جانب إلى آخر في شوارع الحياة بعد أن تمَّ تقييده، محاولًا أن يجتمع مع الشَّخص الذي سَحَرَه.
إذا حدث هذا لك، فاطلب المساعدة الإلهية على الفور. اركض إلى الربِّ واعترف بأنَّك أسير روحِ الإغواء القذر. إذا لم تفعل ذلك على وجه السُّرعة، فسوف تقع في أكاذيب العدوِّ، وبعد ذلك لا يُمكن فعلُ شيءٍ من أجلِك. الغواية قاسٍية لمن يُسحَر بها ويستسلم لرغباتِها. لكنَّ الربَّ أقوى.
إنَّ الشَّخص الذي تهيمن عليه العاطفة لا يتوقف عن السَّير من جانبٍ إلى آخر. بل يتبع الطريقة التي يظهر بها الشَّيطان، ويتصرَّف بطريقةٍ سخيفة، ويُعطي نفسَه للشَّيطان، الذي يتقاضى فائدة دائماً مقابل "خدماته". الشَّخص الفاسد هو عاطفي ولا يتمتَّع بالرَّاحة، وضحيَّته تتبعه مثل ثورٍ ذاهب إلى الذَّبح (الآية 22).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز