-
-
اَلْبُغْضَةُ تُهَيِّجُ خُصُومَاتٍ، وَالْمَحَبَّةُ تَسْتُرُ كُلَّ الذُّنُوبِ. (أمثال12:10)
الشَّر هو عدم محبَّة الكلمة. بالنِّسبة للأشرار، لا شيءَ يقوله الله له أي أهميَّة على الإطلاق (مز 36، 1). يقولُ البعضُ إنَّهم يخافون العليَّ، لكنَّهم لا يحترمونَ كلمته. يسعى الكثيرون من أجل رفاهيَّة الآخرين، وفي بعض الحالات، يتخلَّون عن راحتِهم وخيراتِهم وحياتهم حتى يعيش الآخرون بشكلٍ لائقٍ.
يُظهر الأشرارُ إعجابهم بأشياءٍ يكتشفونها بشرياً. إنَّ التَّقدم في العلوم، وإنشاء المعدَّات الحديثة والتفاني، بعضنا تجاه بعضٍ، هي تحوُّلات جيِّدة لا يُمكن إنكارها. لكن عِلَّة الأشرارِ هي أنَّهم لا يعرفون ولا يخضعون ولا يخدمون الخالق. في الواقع، هم لا يعرفون أنَّ ما يُنتجونه لا قيمة له في الحياة الأبدية ما لم يؤيد بمعونةٍ سماويَّة.
يسعى الكثيرون جدًا في دراستِهم للتعلُّم ومساعدة البشرية على العيش بشكلٍ أفضل. يحدث هذا في مختلف فروع العلوم، وهي أشياء مثيرة للإعجاب في جميعِ القطاعات. على الرُّغم من أنَّها مؤقتة، إلَّا أنَّها أشياء ضرورية. ولكن لماذا يجب أن نفكِّر في اكتشاف ما فعله الخالق ولا نجتهد لمعرفته، مادام هو خالق كلَّ شيء؟
لا يفهم الأشرار أنَّ اكتشافاتهم لها قيمة فقط على هذه الأرض. بما أنَّهم لا ينتبهون لِما يقوله الله، فهم لا يدركون أنَّهم بحاجة إلى أن يولدوا من جديد، لئلَّا يخسروا أنفسَهم إلى الأبد. حتى لو كانوا مكرَّسين جدًا للمساعدة في تخفيف معاناة الآخرين، دون أن يولدوا مرَّة ثانية، سيعانون العذابَ الأبدي (يو3.3).
أولئك الذين يتعلَّمون الثِّقة بالعدالة الإلهيَّة واستخدام القوَّة التي أعطاها الربُّ قد تحرَّروا من الموت- طبيعة الشَّيطان. نعلم أنَّ العدوَّ هو سببُ كلِّ شرِّ، لأنَّه هو الذي خدع أوَّل زوجين. بما أنَّ الأشرار لا يرغبون في تعلُّم طُرق الله، فإنَّهم يتعثَّرون في كلِّ شيء، وفي يوم من الأيام سيسقطون في الهاوية التي لا قَعر لها. فقط بعد فوات الأوان سيتذكرون أنَّهم احتقروا الحياة.
لماذا نعيش في مكانٍ تُهيمنُ فيه مملكة الشَّر؟ أولئك الذين ينتمون إلى الربِّ يتعلَّمون ما هو الحبّ، والتَّمتع بالخير، وعدم وجود مساحة للشِّرير في حياتهم (رو 8، 28). أولئك الذين لا يستمعون إلى الحقيقة يخسرون الكثير. لو سمِعوا ذلك، فلن يكونوا عبيدًا لطبيعتهم الفاسدة والشِّريرة.
بما أنَّ جميع النَّاس يَسعون جاهدين لفهم ما اكتشفه العِلم، فإنَّ الذين وُلِدوا من جديد يجب أن يقدِّموا أفضل ما لديهم لمعرفة المزيد عن العدالة الإلهيَّة. هذا الجُهد ليس عقليًا أو جسديًا، بل روحيًّا. من أجل مجد العليِّ، العدالة الإلهيَّة لا تعمل من أجل المُخلَّصين فقط، ولكنَّهم في يسوع، هم برُّ الله أيضاً.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز