أَنَّ إِنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ لَكُمْ بِالْكَلاَمِ فَقَطْ، بَلْ بِالْقُوَّةِ أَيْضًا، وَبِالرُّوحِ الْقُدُسِ، وَبِيَقِينٍ شَدِيدٍ، كَمَا تَعْرِفُونَ أَيَّ رِجَال كُنَّا بَيْنَكُمْ مِنْ أَجْلِكُمْ. (1تسالونيكي5:1)

أولئك الذين يولدون ثانيةً مُلزمون بتنفيذ عمل الله ونشر الإنجيل للهالكين. لا ينبغي أن يتمَّ هذا العمل بلا مبالاة، ولكن وفقًا للنَّموذج الكتابي. إذا كنت تحت قيادة الربِّ، فسيشعر الضَّال أنَّ الرِّسالة التي تقولها حقيقية، وهي آتية من العليِّ. وهكذا، بمجرَّد أن يفهم قوَّة الرِّسالة، سوف يقبلها من كلِّ قلبه. يعتمدُ نجاح المسيحيِّ على القوَّة التي يستخدمها.

يجب تجنُّب التَّبشير القائم على الحُجَج- يجب علينا أن نكرز بالكلمة فقط، وهي تتحدَّث عن نفسِها. عندما نُخبِر عمَّا حدث لنا حتى آمنَّا بيسوع، يُمكننا أن نقود الكثيرين إلى البكاء. ولكن هذا لا يعني أنَّ الله هو الذي أطلق مثل هذه المشاعر. ما لم تشعر بإرشادٍ منه أنه يجب عليك مشاركة اختباراتك، فلا تقل عنها أبدًا. أفضلُ شهادةٍ هي أن تأخذ الرِّسالة التي أمرك الله بإعلانها.

ما يجدِّد الشَّخص لا يرتبط بما نقوله تماماً، ولكن بما يقوله الرُّوح القدس لقلب هذا الشَّخص أثناء الوعظ. يجب ألَّا نحاول التأثير بالأدلَّة المنطقيَّة، لأنَّ رسالة الإنجيل فريدة وكاملة في نفس الوقت. إلى جانب هذه المعرفة بالكتاب المقدَّس، ما يجب أن يسمعه الجميعُ ويراه هو القوَّة الإلهيَّة في العمل، والشِّفاء، والتَّحرير وتغيير الحياة.

انتبه إلى التفاصيل التي يجب أن يتمَّ العملُ بها من خلال الرُّوح القدس وتحت إشرافه. لا يُمكننا نقلُ نارٍ غريبة إلى المذبح، كما فعل ناداب وأبيهو، ما لم نرغب في الموت أيضًا (لا1:10). الحقيقة هي أنَّ الذين يستخدمهم الربُّ ينجحون أكثر من أولئك الذين يستخدمون المخططات لتحويل شخصٍ ما. قال يسوعُ أنَّ المولود من الجسَد هو جسد، والجسَد لا يفيد شيئًا (يو6:3؛ 63:6).

يجب أن يتمَّ التَّبشير بالإنجيل بوضوحٍ ومهابة، لأنَّه إذا تمَّ بطريقة أخرى، فلن يكون هناك عملٌ إلهيّ. لا يعمل العليُّ حيث يوجد شيء صوفي أو حُجج ذو حكمةٍ بشرية أو ماكرة أو أيّ مخططاتٍ أخرى. يجب أن نكون قريبين من الكمال وكذلك الرِّسالة أيضاً. وبالتَّالي، فإنَّ أفضل ما يُمكننا فعله لقريبنا هو إيصال الرِّسالة التي أعطانا الله إيَّاها.

يجب أن يتمَّ العملُ بجديَّة، فقط من خلال استخدام العقيدة السَّليمة- ما يعلنه الكتاب المقدَّس. إذا لم يكن الأمر كذلك، فلن نصلَ إلى الضَّالين. من الضَّروري أن نفهم أنه ليس علينا تغيير النَّموذج الكتابي. إذا كنَّا نعيش في شركة مع ربِّنا، فسيكون نجاحنا واضحًا، كما كان مع الذين خدموا الله في أيام الكتاب المقدَّس.

هدفك هو الوصول إلى الضَّالين. لذلك لا تلتفت إلى أيِّ اعتداء لفظي أو حتى جسدي، فقد يستخدم الشَّيطان من يخرجك من المخطَّط الإلهي. أعطِ الظَّمآن كلمة تشجيع دائماً واقضِ وقتاً في الصَّلاة لمن وضعهم القدير في طريقك. افهم: مهمَّتك هي أن تجعل محبَّة الله مفهومة ومقبولة.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز