-
-
«هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلاً: اقْضُوا قَضَاءَ الْحَقِّ، وَاعْمَلُوا إِحْسَانًا وَرَحْمَةً، كُلُّ إِنْسَانٍ مَعَ أَخِيهِ. (زكريا9:7)
أُعطِيَ أمرُ الربِّ. عرفَ الإسرائيليُّون ما يجب عليهم فِعله، لكنَّهم لم يفعلوا ما أُمِروا به. يحدثُ الشَّيءُ نفسه اليومَ، مع الكثير من المسيحيين الذين تركوا أنفسَهم تحت سيطرة التَّجارب. فالعدوُّ يُضعِفهم ويقودهم إلى حياة الاستسلام للنَّوايا الشِّريرة. كلُّ ما يأتي من الشَّيطان لا قيمة له ويجب رفضه في الحالِ.
لقد كلَّفَ الله شعبَه بإقامة العدل الحقيقي. لكنَّ العدالة التي ينفِّذها الإنسانُ، في نظر الحقِّ باطلة. على الرُّغم من تطبيق العمليَّة القانونية تمامًا، وذلك لأنَّ حقيقة قانون الإنسان لا يخضع لقانون الربِّ، ولا يأخذ في الاعتبار ما يجعل شخصًا ما يفعل شيئًا غير قانوني- هيمنة الشَّيطان- لذلك فإنَّ قرار هيئة المحلَّفين ليس سليماً بشكلٍ عام.
ورُغم ذلك، فإنَّ العدالة الحقيقيَّة لا تسعى إلى معاقبة الإنسان، بل الشَّيطان الذي يقوده إلى التَّصرف وفقًا لإرادته. الشَّخص الذي لا يتحرَّر فعلاً، لن يعرف الله أبدًا، لذلك لن يتصرَّف وفقًا لقواعد الكتاب المقدَّس أبداً. أولئك الذين ينتمون إلى الربِّ يجب أن يكونوا مستعدِّين ليستخدمهم بنفس الطريقة التي استخدم بها يسوع. ابن العليِّ يحكم حسب العدل الحقيقي- إعلان الكلمة (يو24:7).
أحد الأمثلة التي حقَّق فيها المسيحُ العدلَ الحقيقيَّ كان في مجمع كفرناحوم. قيَّد الشَّيطان ابنة إبراهيم لمدَّة 18 عاماً. كلَّ يوم، ينحني عمودُها الفقري أكثر. إذا انتبهنا، سنرى الشَّيطان في كنائسنا يُغرق بعضَ النَّاس أكثر فأكثر في بئر المعاناة. ولكن بنفسِ الطريقة التي حرَّر بها يسوعُ تلك المرأة، يمكنه تحرير هؤلاء الأشخاص أيضاً.
عندما لا نستخدم السُّلطان الذي مُنِح لنا لنغلب قوَّة الشَّيطان- نمنع تحرير الأرامل والأيتام والأجانب والفقراء من معاناتِهم، وربما نبتكر أشياء شرِّيرة في قلوبنا ضدَّ قريبنا- فنفشل تماماً. وبالتَّالي، نُعتبر مُذنبين كالأرواح التي تعذَّب النَّاس. أولئك الذين لا ينفِّذون الأمر الإلهيَّ يجب أن يكونوا مسؤولين عن إهمالهم (إرميا48:10).
ليس من الصَّواب أن تقسِّي قلبك كالماس. أولئك الذين يفعلون ذلك سيرون أنَّهم احتقروا الكلمة التي كان من المُمكن أن تحرِّرهم. أولئك الذين لا ينفِّذون الوصيَّة الإلهيَّة لن يعملوا كخدَّامٍ للربِّ، وبالتَّالي لن يتمكَّنوا من استخدام القوَّة الإلهيَّة لتحرير المظلومين. لو فعلوا ذلك، فسوف يدرك هؤلاء النَّاس أنَّهم يخطؤون عندما يديرون ظهرهم إلى الله. أمرٌ هامٌّ أن نعرف أنَّ الذين يغلقون آذانهم يغلقون آذان القدير أيضاً.
الشَّيء الصَّحيح هو الاستماع إلى كلام ربِّ الجنود الذي أرسله روحه. لقد كُتِب في الكتاب المقدَّس. اعلم أنَّ الذين يحتقرون كلمته سيواجهون غضب القدير العظيم في اليوم العظيم، وبينما يظلون في حالة تمرُّدٍ، سيُعانون أيضًا. إذا كنت تحتقر كلام الله، فلن يكون قادرًا على مساعدتك في لحظة محنتِكَ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز