-
-
أَرَأَيْتَ رَجُلاً حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ؟ الرَّجَاءُ بِالْجَاهِلِ أَكْثَرُ مِنَ الرَّجَاءِ بِهِ. (أمثال12:26)
هناك تجربة تقودُ العديدَ من أبناء وبنات الله إلى عدم أهليَّتهم للعمل الإلهيّ- عندما يشعرون أنَّهم حكماء، على الرُّغم من أنَّ الربَّ لم يفتح عقولهم لفهم الكتاب المقدَّس. يجب طلب الإرشاد من العليِّ كأحدِ الأولويات في حياة الذين يرغبون في أن يكونوا ناجحين. في نفس الوقت، أمرٌ هامٌّ أن تحترس لئلَّا يمسكك شيطان الحماقة.
الحقيقة هي أنَّ أيِّ إنسان، حتى الأكثر تعليماً ومن جميع فروع العلم، لا يمكنه رؤية حتى مليمتر واحد خلف الرُّؤية الطبيعيَّة. لذلك لا ينبغي لأحدٍ أن يحتقر ما يُظهره الربُّ في الكلمة، وهو رأس الحكمة. أولئك الذين يتأمَّلون ويسهرون ويصلُّون لِما يظهره لهم الكتاب المقدَّس، سيفهمون الأشياء التي تحدث فرقًا حقًا.
تحدثُ الأشياءُ أولاً في العالم الرُّوحي، ثمَّ تظهر في العالم الماديّ. ذاك يحدث بنفس الطريقة مع الخطيئة والأمراض وكلِّ المواقف الأخرى سواءً كانت جيِّدة أو سيِّئة. لا شيء سيِّء يأتي من الله، ولن يأتي أيُّ خيرٍ من الشِّرير. اليقينُ الوحيد الذي يُمكن أن نحصل عليه في هذه الحياة هو أنَّه يُمكننا أن نثق بما يُعلنه الكتابُ المقدَّس. في كلمة الربِّ لا يوجد حتى خطأ واحد أو سوءُ فهمٍ أو إرشاد سيِّءٍ.
لا تصدِّق أو تروِّج لِما تعتقد أنَّه حكمةٌ أبدًا. الرِّسالة الوحيدة التي يجب نقلها هي الرِّسالة الكتابيَّة، لأنَّها كلمة الله الذي خلقنا ويشتهي خيرنا. إذا توقَّف النَّاس لفترةٍ وفكَّروا، "لستُ بحاجة إلى الدِّيانة، ولكن ما أحتاجه هو كلمة الخالق في كلِّ شيء"، فسيكونون على بعد خطوةٍ واحدةٍ من التَّحرر من كلِّ الكائنات الشِّريرة التي تحيط بهم.
عندما يشعرُ شخصٌ ما أنَّه لا يمتلك الحكمة اللَّازمة لهزيمة الأشياء السَّيئة من حوله، فهو في المكان المناسب لترك عالمه الصَّغير والانتقال إلى رحبِ ملكوت الله. إذا كنت تفتقر إلى الحكمة، فاطلب من الربِّ هذه العطيَّة الرَّائعة. هذا هو أحد الوعود التي قطعها لكلِّ الذين لا يرغبون في أن يخدعهم الشَّيطان أو يستخدمهم مرَّة أخرى (أم6:2).
هناك حمقى سيتمُّ شفاؤهم وسيتحوَّلون إلى قادةٍ نافعين. ولكن من الصَّعب للغاية الشِّفاء أو فتح عيني شخصٍ يعتقد أنَّه حكيم في عيني نفسه. هذا الإنسان لا يُعطي الله الحقَّ في أن يعلن له بالطريقة الصَّحيحة، لذلك حتى لو طلب البركة، فلن ينال شيئًا. على الرُّغم أنَّ العليَّ يريد أن يبارك هذا الشَّخص.
إذا كنت تعتقد في أيِّ لحظة أنَّك تمتلك كلَّ شيءٍ في حياتك ولا تحتاج إلى أحد- ولا حتى الله نفسه- فقد ألحقت الأذى بنفسِك طوال الوقت. لكن الآن، إذا أدركت كم أنت صغيرٌ وطلبتَ المغفرة من الربِّ، فسوف يساعدك بالتأكيد. وهكذا عندما تبدأ في السَّير في الطريق، ستشعر بالنُّصرة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز