قوة الإيمان

الوصيَّة لنا هي أن نسيرَ في طريقِنا ونفعل الإرادة الإلهيَّة حتى النِّهاية. ثمَّ نرتاح وننهض لننالَ ميراثنا. أولئك الذين يستسلمون ويثبطون عزيمتهم ويتخلَّون عن الربِّ لا يعرفون مِقدار الشَّر الذي يفعلونه لأنفسِهم. أمَّا بالنِّسبة لنا، فعندما يحينُ وقتُنا سوف نقوم لننالَ ما هو لنا. بركة الأمناء الرَّاسخين في تحقيق الإرادة الإلهيَّة عظيمة.

بركتنا هي الميراث الذي يُعطينا الربُّ إيَّاه، فهو نصيبُنا وأجرُنا. نفس الإله الذي يعيننا ويستخدمنا يضمن أن يكون ميراثنا رائعًا. حِبَالٌ وَقَعَتْ لِي فِي النُّعَمَاءِ، فَالْمِيرَاثُ حَسَنٌ عِنْدِي. (مز 16: 6). ستكون المكافأة التي سنحصل عليها في ذلك اليوم جميلة ومُميَّزة للغاية. إنَّ ما سنراه عند عودة المسيح سيجعل حتى أكثر النَّاس اطلاعاً يعلنون أنَّهم لا يعرفون شيئًا عنها.

الله هو صانعُ خلاصِنا وهو الذي يباركنا لأنَّنا ميراثه. إنَّه يُطعِمنا ويمجِّدنا إلى الأبد، ولهذا السَّبب نحن سعداء وناجحون ومنتصرون في كلِّ صراع واجَهنا. لقد اختارنا القديرُ بنفسِه وبعد الدَّينونة سنبقى خاصَّته. نحن مستعدُّون للصُّعود إلى يسوع، الذي سيأتي ويأخذنا لنكون معه إلى الأبد.

إنَّ إلهنا الكاملُ يوفِّر لنا كلَّ ما سنحصل عليه في الأبديَّة. الربُّ صالحٌ فيما يفعله ولا يتراجع أبدًا عمَّا يقوله. مقدَّر لنا أن نمتلك الميراث الذي سيعطيه للذين يحبُّونه. لقد سمِعَ عهودَنا ورأى استعدادَنا لإتمام وصاياه. حتى لو لم نكن أمناءً بالطريقة التي تمنَّى لنا أن نكون فيها، فإنَّ العليَّ سيُكرمُ الذين يخافون اسمَه.

لقد سكبَ القديرُ نعمته بوفرةٍ على الَّذين أكرمَهم بنيل المكافأة الأبديَّة. حتى لو أرهَقنا أحياناً، فإنَّ الربَّ يؤسِّس أرواحنا من جديدٍ ويَمنحَها الرَّاحة. بصفتِه حِصنُ قلوبنا، فقد قدَّر لنا أن نكون جزءًا من الَّذين سينالون المكافأة. الحقيقة هي أنَّنا افتُدينا لنكون الميراثَ الإلهيَّ إلى الأبد.

لقد هزمَ العليُّ كلَّ قوى الجحيم ليجعلنا شعبَه. حتى لو حزِنَ الله أحيانًا بسببِ أفعالنا، لكنَّه جعلَ يسوع راعياً لخاصَّته. لذلك نؤخذ دائمًا إلى المراعي الخضراء، إلى مياه الرَّاحة (مز2:23). لا يُمكن للعدوِّ أن يُبطل ميراثَ الربِّ الحقيقيّ. يُمكننا أن نكون على يقينٍ من أمرٍ واحدٍ: لن يرفضنا الآبُ أو يتخلَّى عنَّا (مز 94، 14).

ستكون الأرضُ الجديدة والسَّماء الجديدة جزءاً من تراثنا. سوف يفرحُ العليُّ مع الذين اختارهم لنفسِه. لقد قدَّر لنا أن نكون ثمَر جائزتِه. أخيرًا كُنْ راسخاً وثابتًا في مسيرة إيمانك دائماً، لأنَّ الله قد اختارك لتكون له إلى الأبد. لا يوجد شيءٌ يمكن أن يفصِلك عن محبَّة المسيح (رو35:8).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز