-
-
فَنَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإِيمَانِ. (عبرانيين19:3)
لا يرضى الربُّ عن الذين يُغلقون البابّ في وجههِ مثل أيِّ واحدٍ منَّا. عدمُ الإيمان هو أسوأ ازدراءٍ تجاهَ الله. إنَّ العليَّ، وهو حكيمٌ، يعرفُ كيف يُعلن نفسَه للنَّاس، ويَجعلهم يؤمنون بما يقوله حتى يتمَّكن من مباركتِهم. ولكنَّ بعض الأشخاص غير اليَقظين يختاروا أن يقودهم الشَّيطان ويفضِّلون التَّصرف بعدم إيمان.
أخرج الربُّ بني إسرائيل من مِصر بيدِه القويَّة. بنفس هذه اليَد، أخرَجنا من مملكة الظُّلمة. خلاصُنا لم يحدث عشوائياً، بل كان من عمل الكامِل والقدير. ولكن مِثل الإسرائيليين الَّذين استسلموا لعدمِ الإيمان، فإنَّنا نسمح مرَّات عديدة لهذا الشُّعور الشِّرير أن يسيطرَ على قلوبنا.
لم يبقَ الإسرائيليُّون غير المؤمنين بدون عقابٍ مناسبٍ. بسبب شرّ قلوبِهم، كان عليهم أن يمشوا في الصَّحراء لمدَّة 40 سنة. كم من النَّاس تجوَّلوا من جانبٍ إلى آخر لأنَّهم لم يؤمنوا أنَّ الله قديرٌ كي يساعدهم ويجعل وعوده تتحقَّق في حياتِهم. فقط أبناء هؤلاء الأشرار دخلوا إلى كنعان. ولكن هذا لم يحدث إلَّا بعد وفاة والديهم.
كان يشوعُ عظيماً أمام العليِّ. تعلَّم مع موسى أن يثقَ في القدير لمدَّة 40 عاماً. جاء الوقتُ الذي يجب أن تستولي فيه قبائلُ إسرائيل على أرض المَوعد. كان خليفة موسى عبقرياً، فقد تمكَّن من قيادة كلِّ النَّاس إلى أرض المَوعد. ولكن عندما تقدَّم في السِّن، سمِعَ الربَّ قائلاً إنَّه لا يزال هناك الكثير من الأراضي التي يجب تحريرَها. بطريقةٍ ما، لم يؤمن تماماً. هل نفعل نفس الشَّيء أحياناً؟
أدرك والدُ الطفل المُصاب بالصَّرع (مل9) أنَّ هذه كانت مشكلته. خلال سنواتٍ عديدة حاولَ ذلك الفتى أن يُلقي نفسَه في النَّار والمَاء، كم هي الدُّموع التي سبَّبها لوالديه؟ لم يطرد أحدٌ الشَّيطانَ منه، ولا حتى تلاميذ يسوع أنفسهم تمكَّنوا من فِعل ذلك. ولكن عندما التقى الأبُ بيسوع، بكى بصوتٍ عالٍ وصرخَ طالباً من يسوع أن يساعده لضعفِ إيمانه.
حظيَ توما بامتيازِ أن يُحسَب كواحدٍ من الـ 12. سارَ مع يسوع، وسَمِع صوته الرَّائع مرَّاتٍ عديدة، وتعلَّم من سيِّد الأسياد، ورأى حدوث كلَّ أنواع المُعجزات. على أيَّة حالٍ، بعد قيامة الربِّ، وإعلانه عن نفسِه للتلاميذ حيث اجتمع بعضُهم. في وقتٍ لاحقٍ، عندما سَمِع عن ذلك، قال توما إنَّه لا يؤمن إلَّا إذا رأى الثُّقوب في يدي وجسَد المسيح المطعون بالحربةِ.
أعاقَ عدمُ الإيمان كنيسة الربِّ من التَّقدم في احتلال الأرض التي أُعطِيتْ لهم. لا يقبل بعضُ الخدَّام أن تكون إحدى مهامِهم هي الازدهار ودعم عمل الربِّ ماليَّاً. يعتقدون أنَّهم سادةُ ممتلكاتِهم، لذا فإنَّ عدم الإيمان في قلوبِهم يقيِّد اليدَ الإلهيَّة ويمنعهم من أن يكونوا أكثر ازدهاراً.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز