-
-
كَلاَمُ فَمِهِ إِثْمٌ وَغِشٌّ. كَفَّ عَنِ التَّعَقُّلِ، عَنْ عَمَلِ الْخَيْرِ. (مزمور3:36)
لدينا الكثيرَ لنقوله عن الأشرارِ، لأنَّهم موجودون في كلِّ مكانٍ، وربما بعضُهم يحتلُّ منابرَ الكنائِس، مدَّعياً أنَّه ينتمي إلى الله. علَّمَنا الربُّ يسوع أن نكشِفَ هؤلاء النَّاس، فهم يُعرَفون عند فتحِ أفواهِهم. حيث يخرج الشَّر والغِشُّ فقط. يجب أن تكونَ حريصاً قدر الإمكان عند التَّعامل مع الأشرار، لأنَّهم خطِرون للغاية ويسبِّبون الأذى.
أفضلُ شيءٍ يُمكننا القيام به هو الصَّلاة من أجلِهم. ولكن عندما نجدُ أنفسَنا أمامَ شخصٍ لبسَ الشَّر كأسلوبِ حياةٍ، يجب أن نكون حكماء وثابتين فيما تعلَّمناه من الرُّوح القدس. إذا فعلنا ذلك، فسوف نزرعُ البذرة الصَّالحة فيهم. حتى لو لم يؤمن الشَّخص الشِّرير- وهو أمرٌ مرغوب فيه- على الأقلّ سيحترمَك لرؤية كلمة الله -التي تضايقه- وهي خارجة من فمِك.
عندما تتحدَّث إلى شخصٍ شرِّير، ابقَ في روح الصَّلاة، لأنَّ الشَّيطان سيحاول أن يستخدمَه لزرع الكذبِ في قلبِك. تمسَّك بوحي الآية التي ندرسَها: إنَّ كلامَ فمهِ شرٌّ وغِشٌّ. من نبع مياه مرٍّ، لن يخرجَ الماءُ العذبُ أبداً. حتى لو بدا الشَّخص الشِّرير معقولاً، فلا تسمح لنفسِك بأن يخدعك العدوُّ. من يعتقد أنَّ الشَّخص الشِّرير يُمكنه أن يقولَ أشياءً جيدةً فهو مُخطِئٌ تماماً.
من الأخطاء الشَّائعة أن تتوقَّف عن الالتفاتِ إلى ما يقوله الآبُ من خلالِ كلمتِه. حتى لو كنتَ تريد أن يستخدِمَك الله لمساعدةِ شخصٍ ما، أو تشغل منصبًا في الحياة أو حتى في الكنيسة، إذا لم يتحدَّث الربُّ معك من خلال المكتوب، فإنَّ الشَّيء الذي تفعله بمفردِك سيكونُ محكوماً عليه بالفشَلِ. هذا ما يفعله الشِّرير لأنَّه يتملَّق بفكرِ قلبِه ويرفض الاستماع لصوتِ الله.
والشيءُ الآخرُ الذي يؤدي إلى الشَّر هو الفشلُ في عملِ الخَير. حسناً، بعضُ النَّاس مدعوُّون ليكونوا على خطِّ المواجهةِ. آخرون مدعوّون ليكونوا في الخلفِ. ومن لا يتولَّى مكانته فقد فشِلَ في عملِ الخَير وبالتَّالي يقعُ في الشَّر. يحتاجُ الله إلى أشخاصٍ يبقون عند مدخل الكنيسة، ويقدِّمون مشورةً حسَنة، ويركِّزون على خدمة المشورة، ويكرِزون لجيرانِهم وأقاربِهم، ويَرعون عمَلَ الله. خدَّامُ العليِّ يفعلون الخيرَ باستمرارٍ.
يمتلك الصَّالِحون كلمةً إيجابية ولطيفة ومناسبة لكلِّ ظرفٍ. إنَّهم يسألون الربَّ عمَّا يقولون، وماذا يفعلون، ومتى يتصرَّفون. لذلك هم يصِلون إلى اللَّحظة المُناسبة بالكلمات المناسبة دائماً. لذلك، اعتادوا أن يرفعوا الذين سقطوا بإيمانٍ ومخافةِ اسم الربِّ، وتحذير الذين لم يتيَّقظوا، وتشجيع الذين آمنوا.
هؤلاء هم الذين رضيَ ربُّ الجنود بهم. لن يكونَ الشَّر في أفواهِهم أبداً والخِداع سيكون دائماً بعيداً عن شفاهِهم. هذا هو نوعُ الشَّخص الذي يحتاجه العالم. بعيداً من عَمِل الله يهتمُّ كلُّ شخصٍ بمصالحهِ الخاصَّة، ويفعل ما يُرضيه، وما يَمنحه المتعة أو الرِّبح. كُنْ بارّاً للربِّ في كلِّ وقتٍ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز