قوة الإيمان

لقد صارَ لنا الخلاصُ بفضلِ النُّصرة الإلهيَّة في المَعركة التي دارت بين قوى السَّماء وقِوى الجَحيم. لقد أنجزَ الربُّ بنفسِه هذه المعركة، فأصبحنا جزءًا من ملكوت السَّماء. الجَحيم قام بعملِه- ولا يزال يفعل- كلَّ شيء مُمكن حتى لا يخسَرنا. لذلك يجب أن نظلَّ صامدين. وإلَّا سنضيعُ إلى الأبد. ومن واجبنا إنقاذ الذين ما زالوا في العبودية.

لا يوجد شخصٌ واحدٌ وصلَ إليهِ الإنجيلُ بالصُّدفة. لقد كانت بلا شكٍّ معركة بين النُّور والظَّلام- الخيرُ والشَّر، الله والشَّيطان. نتيجة لذلك، هناك فرحٌ في السَّماء لكلِّ شخص يُقبِل إلى التَّوبة (لوقا7:15). هذا يُعطينا بعضَ الفهمِ حولَ مدى أهميَّتنا للربِّ. أرسَلَ ابنه الوحيد ليموتَ عنَّا. لو لم نكن ذو قيمةٍ عظيمةٍ عندَ الله، لما دَفع يسوعُ فينا مثل هذا الثَّمن الباهِظ.

قالَ المُخلِّص أنَّه لا يُمكن لأحدٍ أن يأتي إليه ما لم يجتذبه الآبُ الذي أرسَله (يوحنا44:6). الآن، بعدَ أن تمَّ خلاصُنا، صِرنا جزءاً من جسَد المسيح ومواطنين سماويين، ولدينا حقوقٌ وواجبات وامتيازاتٍ لا تُضاهى. تحدثُ نفسُ المعركة عندما نتلقّى الشِّفاء أو ننجو من التَّجربة. لذلك، يحتاجُ كلٌّ منَّا إلى التَّصرّف بطريقةٍ مسؤولة، دون الالتفات إلى الشِّرير، الذي تتمثَّل مهمَّته في نزع الذين تمَّ خلاصُهم من السَّماء.

لم يتركك الجحيم تذهب طوعاً. بل تمَّ إنقاذك من الربِّ. والآن تقوم مملكة الظلمة بكلِّ ما في وِسعِها لإعادتِك، محاوِلة إبعادك عن محضَرِ الله. يجب على كلِّ واحدٍ منَّا، أبناء الله الأحبَّاء، أن يحذر لئلَّا يسقط (كورنثوس الأولى12:10). يجب أن نظلَّ ثابتين. لذلك لا تتخلُّوا عمَّا فعَله يسوع من أجلِكم. ابقَوا ثابتين في مكانتكم كأبناء لله واطلبوا المزيدَ من الآبِ من خلال كلمته وصلَّوا من أجلِ الغَلبَة.

مَن لم يبقَ في المكانة التي أُعطِيَت له- الجلوس في السَّماويات معاً في المسيح يسوع (أفسس6:2) - لن يُشارك في مجدِ الله هنا على الأرض ولا في الأبدية. رسالةُ الربِّ هي: "اسهَروا وصلّوا لئلَّا تدخلوا في تجربة. حقاً إنَّ الرُّوح نشيط، أمَّا الجسَد فضعيف "(متى41:26). أولئك الذين يَصبِرون إلى المنتهى سيسمعون أسماءهم تُلفظ بفم ربِّ الأرباب، وملك الملوك، وسيكونون مباركين إلى الأبد.

اليوم لدينا مهمَّة: إنقاذ الذين ما زالوا في العبودية. لذلك أعطانا الربُّ روحَه. ومعه، لدينا القوَّة لننتصِر على جميع أعمال العدوِّ. كُنْ قويّاً وشُجاعاً عندما تدعو للربِّ من ينتمي إليه. صلِّ من أجل الحِكمة، واستلم كلَّ ما أُعطي لك بالإيمان دون أن تستسلم أبدًا. لا تقبل الهزيمة. إذا خسِرت معركةً، اجمع قوَّتك ثانية وعُد إلى الحربِ. فالذي جعلَ الله عن يمينه لن يخسر أبدًا.

حسنًا، أنت تعرف الآن ماذا تفعل، أليس كذلك؟ في يوم من الأيام ستقدِّم حساباً إلى العليِّ فيما يتعلَّق بكلِّ ما فعلته للذين هم في الخطيئة. مهما كانت المعركة صعبةً، فلا تستسلم أبدًا. أولئك الذين هم أبناء الله حقّاً سيُنقذون الذين ضلُّوا، تحت سيطرة الشَّيطان. السُّلطة التي أعطيَت لنا أعظم من قوَّة العدوِّ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز