-
-
أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَتُرْسٌ لِي. مَجْدِي وَرَافِعُ رَأْسِي. (مزمور3:3)
الربُّ لنا بقدرِ ما نصنع له. ولكن يجب ألَّا نفكِّر في شيءٍ ما ثمَّ نقولُ هكذا الله بالنِّسبة لنا. ليست هذه هي الطريقة التي يعمل بها. أوَّلاً يجب أن نسمع من كلمته ما يُعلن أنَّه نافع لنا. كلُّ ما نفهمه من الكتاب المقدَّس هو عن كينونة الله وما لديه لكلِّ واحدٍ منَّا. من خلال اعترافنا، سيصبح ما نشعر به في قلوبنا تماماً. الإيمان هامٌّ بالنِّسبة لنا لامتلاك ما أعلنه العليُّ لنا.
عرفَ داودُ، ملكُ إسرائيل منذ أن كان صبيّاً، كيف يستحوِذ على كلِّ ما أعلنه الربُّ أنّه ملكٌ له. إذا قال الكتابُ المقدَّس شيئًا ما، فسيحصل عليه داودُ على الفور، وهو ما قاله الله القدير. ربما هذا هو الفرق بيننا وبين ابن يسَّى. بالنِّسبة له لا يهمّ ما يشعر به بل ما أُعلِن له. أعطى داودُ كلمة الله مكانها الصَّحيح في حياتِه.
والآن دعني أسألك شيئًا واحدًا: ما علاقتك بالخالق وربُّ كلِّ شيء؟ بالنِّسبة لك، هل هو الله فقط أم أبوك أيضًا؟ بالنِّسبة للعالم، هو الله، وبعضُ النَّاس يعتبرونه منتقماً وغائبًا في نفس الوقت. لكن بالنِّسبة لنا، نحن الذين نؤمن بكلمته، فهو أبونا، خالقُ كلّ الأشياء ومخلِّصنا. وعلاقتنا به مبنيَّة على هذا الايمان.
فهمَ داودُ أنَّ الربَّ بالنِّسبة له كان ثلاثة أشياء على الأقلِّ: أولاً، درعه، حمايته، لذلك لم يكن داود خائفًا أبدًا من الذَّهاب إلى المراعي لرعاية غنم أبيه. على الرُّغم من أنّه سيبقى هناك بمفردِه، بعيدًا عن المنزل، في حقلٍ مفتوحٍ، معرَّضاً لهجوم الوحوش البريَّة، آمَنَ داودُ أنَّ الربَّ هو حمايته، وأنَّه لن يخذله أبدًا. هذا ما كان له ربُّ الجنود، ولم يتعرَّض داود لأيِّ شرٍّ.
بالإضافة إلى كونِه درعه وحمايته، تعلَّم داودُ أيضًا أنَّ العليَّ هو مجده. نتيجة لذلك، كان على يقينٍ أنَّه يستطيع أن يواجه أيَّ عدوٍّ ويخرج منتصرًا. لذلك، لم يكن خائفًا من الأسد، ملكُ الغابة، عندما عبر طريقه وهاجم إحدى أغنامه. انتهر داود الوحش وقتله. ثم جاء دور الدبِّ، الذي حاول أن يأكل من قطيعه أيضاً وانتهى به الأمر ميّتًا.
بإيمانٍ قويٍّ ألهب قلبه، أُصيبَ داود بالذُّهول عندما رأى جنود إسرائيل يرتجفون أمام غطرسة العملاق جليات، الذي هدَّد جيش شعب الله بأكملِه. لم يستطِع أن يصدِّق عينيه: لقد أصيبوا بالفزع والخوف الشَّديد من بَطلِ الفلسطينيين. لكنَّ الرَّاعي الفتى عرفَ أنَّ الربَّ هو رافِع رأسه. لذا تطوَّع داودُ لمحاربة العملاق، وبرشقةِ مقلاعٍ واحدة، أطاح بجليات، وانتصرَ (صموئيل الأول 17: 49-50)
ما هو الله بالنِّسبة لك؟ هل شعرتَ يومًا أنَّ الوعدَ الكتابيَّ يوحي لك بالثِّقة في الربِّ؟ لذا، فإنَّ كلَّ ما تشعر به عندما تقرأ أو تسمع الكتاب المقدَّس هو ما يجب أن تؤمن به. العليُّ على وعدِه كي يبارك حياتك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز