-
-
تَرَنَّمِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ، وَابْتَهِجِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ. لِتُشِدِ الْجِبَالُ بِالتَّرَنُّمِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَزَّى شَعْبَهُ، وَعَلَى بَائِسِيهِ يَتَرَحَّمُ. (اشعياء13:49)
جلب سقوطُ الإنسان الحزنَ إلى السَّماء وعرقلَ خطة الله. فلم يستطِع الربُّ أن يفعل ما كان يريدُ فِعله، لأنَّ البشر صاروا في يدِ الشَّيطان. لذلك توجَّب فِعلُ شيءٍ عظيم وجدِّي حتى يستطيع الله أن يفدي البشرية شرعاً، ويغفر لها ويخلِّصها من عبودية الجحيم. لقد كان قراراً رائعاً: لقد بذلَ اللهُ القديرُ ابنه الوحيد ليموت عنَّا.
لا يعرف المسيحيُّون الذين يخضعون للتَّجربة اليومَ مدى الحزن! الذي يجلبونه إلى السَّماء. تخيَّل شخصًا خلَّصَه الربُّ وطهّره ووَلدَه ثانية، وأعدَّه لسنواتٍ كثيرة ليكون فرَحه على الأرض. ولكن بدلاً من أن يعيش بطريقةٍ مقدَّسة، فإنَّ هذا الشَّخص يخضع للتَّجربة ويبتعد عن النُّور، ويسير نحو الظلام. للأسف، حدث الشَّيء نفسه للكثير من المسيحيين. استبدلوا مجد الله بالخِزي.
في الواقع، أنا لا أفهم كيف يُمكن لشخصٍ استخدمَه الله كأداةٍ في يدهِ أن يسمح لنفسه بأن يؤخذ بالغرور، وبدلاً من تكريس نفسه للربِّ لاستخدامه أيضاً- ينخرط في السِّياسة وينغمسُ في التِّجارة العالميَّة، يرتكبُ الزِّنا أو يصبح عاهراً. ماذا سيحدث لمثل هذا الشَّخص يوم الدَّينونة؟ أتمنى ألَّا يحدث لك شيءٌ من هذا القبيل.
تتحدَّث هذه الآية في الكتاب المقدَّس عن التَّعزية- الخلاص- الذي حقَّقه الله لشعبهِ من خلال الجلجُثة، وهو عملٌ تامٌّ وكامِل. بالنِّسبة للذين يؤمنون بالكتاب المقدَّس، تنتقل تعزية الله إلى حقيقةٍ من خلال فعلٍ بسيطٍ: الإيمان بكلمتِه. من يؤمن يتصرَّف بنفس الطريقة التي تصرَّف بها يسوعُ في مواجهةِ مرضٍ ما أو قيدٍ شيطاني: كان ينتهرُ الشَّر. هذه هي الرِّسالة التي يجب أن يسمعَها الجميعُ، لأنَّ المسيحَ قد أنجزَ بالفِعل كلَّ ما يجب القيام به كي نكون أحراراً.
هناك غناءٌ وفرحٌ في السَّماء، ولا يُمكن للجحيم أن يعيقَ شخصاً واحدًا يسمع رسالة الخلاص ويؤمن بها. تلقَّت ملائكة العليِّ أوامر صريحة من الربِّ لإكرام كلَّ توبيخٍ يقوم بهِ خدامه ضِدَّ أيٍّ من أعمالِ الظُّلمة، طالما أنَّهم يستخدمون اسم يسوع. لن يبقى المظلومون أسرى قوى الجَحيم بأيِّ حالٍ من الأحوالِ.
الأمرُ هو أن تكون الأرض مبتهجة، لأنَّ الشَّيطان لا يستطيع أن يُعيدَ الإنسان الذي خلَّصَه الربُّ إلى سلطانه. وأولئك الذين يرغبون في الخلاص يجب أن يؤمنوا بالإنجيل ويطالبوا الشَّر أن يترك حياتهم. كلُّ ما نحتاج إلى فِعله هو أن نظهر للذين ضلُّوا أنَّهم يجب أن يؤمنوا برسالة الله، حتى تعمل قوة الله في حياتهم.
هذا هو اليوم المُناسب لنشر البشارة للجميع. في كلِّ أنحاء العالم، يجب أن يقفز الناسُ فرحًا لأنَّ المُهلِك قد هُزِم، ولن يحتفظ أبدًا بالمنصب الذي كان يشغله قبل موت يسوع. حانَ الوقت لأبناء الله كي يُظهروا القوَّة والنِّعمة التي أعطاها لهم العليُّ، لأنَّه أعطاهم السُّلطان باسم يسوع، ليقوموا بنفس الأعمال التي قامَ بها.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز