قوة الإيمان

أولئك الذين نالوا الخلاصَ وأحبُّوا الربَّ الإله يعرفون صوتَ الفرح. لن يتعثَّروا ولن يُخضِعوا أنفسَهم لقوَّة العدوِّ. فهم يعلمون أنَّهم عندما يسبُّحون الربَّ، مهما كانت نفوسُهم متعبة، فإنَّهم سينفضون الغُبار عن أنفسِهم ويقومون، ويتخلَّصون من أيِّ عبءٍ يضعه العدوُّ عليهم. فالَّذين يعيشونَ وِفقًا لكلمة الله- عندما يشعرون أنَّ تسبيحهم قد وصلَ إلى السَّماء- يتمسَّكون بمكانتِهم السِّياديّة في المسيح فوراً.

بالنِّسبة للذين يخدمون الربَّ بأمانةٍ، فإنَّ الشَّيء الأكثرَ أهميَّة هو أن يسلكوا بحسبِ نورِ وجهِه. وهم لا يسألون أبدًا فيما إذا كان المكانُ الذي يتَّجهون إليه آمنًا، لأنَّهم يعلمون أنَّ أبينا الأبدي لن يُرسلهم إلى مكانٍ لا توجد فيه شروطٌ مُناسبة لاستقبالِهم. أولئك الذين يطيعون الربَّ يريدون أن يصِلوا بأسرع ما يُمكن إلى الوِجهة التي حدَّدها الله القدير لهم كي يقوموا بأعمالِه الرَّائعة.

يعيشُ شعبُ الله في فرحٍ دائمٍ. وعندما يراهم شخصٌ من الخارج يقول: "يبدو أنَّ هؤلاء النَّاس لا يعرفون المَشقَّة أو التَّجارب أو المشاكل". الحقيقة هي أنَّه عندما يتمُّ تحدِّي إيمان المَسيحيين، فإنَّهم ينهضون باسم الربِّ القويّ، ويطلبون من الشَّيطان أن يخرجَ ويأخذ معه كلَّ ما له. والذين يعيشونَ بالقُربِ منهم لا يفهمون سببَ فرحِهم الدَّائم.

لديهم سببين للفرح: أوَّلاً، يعرفون قوَّة اسم يسوع ويستخدمونه لتوبيخ الشَّيطان وربطِه ومنع أجنادِه من التصرُّف. كما يُطالبون كلَّ شرٍّ أن يتوقَّف عن مضايقتِهم. أمرُ المسيحيِّ لا يفشل أبداً. طريقُهم مثل الشَّمس السَّاطعة التي تسطعُ أكثرَ من أيِّ وقتٍ مَضى إلى يومٍ كامِلٍ (أمثال18:4).

والسَّببُ الآخر هو أنَّ شعبَ الله يتمتَّعون ببرِّ إلهِهم. عندما يعمَلون وفقًا لكلمة الله، فإنَّهم يضعون البرَّ موضع الَّتنفيذ. ونتيجة لذلك، يستحيلُ على قِوى الجَحيم الصُّمود في وجهِ أبناء الله القدير. يتمتَّع خدَّام الله بسلطةٍ لا يُمكن تحدِّيها أو فشلها (لوقا19:10). فالذي يجعلُ شعبَ الله مختلفًا عن الآخرين هو حقيقة أنَّهم أعضاءٌ في جسد المسيح. لذلك، ما يستطيع الرأسُ- يسوع- أن يفعله، يُمكنهم أيضًا أن يفعلوه باسمِه (يوحنا12:14).

لا يعرف المسيحيُّون الحقيقيُّون الهَزيمة (رومية37:7)، ولا يسمَحون لأنفسِهم بأن تجرفهم أكاذيبُ العدوِّ، لهذا يفرحون باستمرارٍ (فيلبي 4.4). أولئك الذين لم يتعلَّموا حقوقَهم في المسيح يسقطون في الفِخاخ التي ينصبها الشَّيطان دائماً. هؤلاء النَّاس لا يستطيعون التَّمييز بين ما اختلقه الإنسانُ وما صنعَهُ العليُّ (1 كورنثوس14:2). بالنِّسبة لهم، الخيرُ والشَّر أشياء يجب أن يختبرَها الجميعُ.

أولئك الذين ينتمون إلى الله يجب أن يكونوا فرحين طوالَ اليوم. إذا لم يحدث هذا في حياتِك، فقد حانَ الوقتُ لكي تمتحِن نفسَك وتتحقَّق ممَّا إذا كنتَ تؤمِن بالربّ حقَّاً. وإذا كنتَ لا تؤمن وِفقاً لمعايير الإيمان بحسبِ الكتاب المقدَّس، فسوف تبتعد عن الطريق الأبدي. أمَّا الذين ينتمون إلى الله، فلا يخالفون وصاياه، ويعيشونَ فرحين وسعداءً. (نحميا8: 10)

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز