فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هكَذَا، يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. (متى19:5).

ستكونُ هناك اختلافاتٌ في ملكوت السَّماوات- على الأقلّ هذا ما يُمكننا أن نفهمه من هذا الإعلان الذي أدلى به الربُّ يسوع. ومع ذلك، فإنَّ كسْرَ أيّ من وصايا الله، خاصَّة الآن بعد أن تمَّ تحذيرنا، يُعَدُّ انتهاكًا خطيرًا. تأكَّد من أنَّ الله لن يأمرنا بفعلِ أيِّ شيءٍ إذا لم يكن مهمّاً جدًا.

من ناحيةٍ أخرى، يتحدَّث الكتابُ المقدَّس عن المكافآت كثيراً. أولئك الذين يفعلون ما يُفترض بهم أن يفعلوه سيحصلون على المكافأة. وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِاسْمِ تِلْمِيذٍ، فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ». (متى42:10). يجب أن نكونَ يقظين لئلَّا يفوتنا شيءٌ يمكن أن يميّزنا في الأبدية.

ما يُمكننا فهمه هو أنَّ المكافأة أو الخسارة تعتمدُ على أفعالِنا. لا أريدُ أن أكونَ من بين الذين يُطلق عليهم اسمُ الأصاغر، مادام بإمكاني أن أكون من بين الذين يُطلق عليهم (عظماء). موقفنا من وصايا الله والتَّعليمات الأخرى المنصوص عليها في كلمتِه، سيُحدِّد الطريقة التي سنتعامل بها في يوم المكافآت. سيكونُ أمراً رائعاً ألَّا نفقد أيّاً منهم.

الحقيقةُ هي أنَّ يسوع لم يكن يعلِّم فقط الذين يحتقرون الوصايا الصَّغيرة. لقد قالَ أيضًا أنَّنا إذا استمعنا إلى الوصايا العظيمة، فسنُعتبر عظماءً في ملكوته الأبدي. إذا كنتَ ترغب في الحصول على هذا المُعاملة، والتي سوف تستمرُّ إلى الأبد، فاحرص على الاهتمام الكامل بالتعليمات التي تمَّ تقديمها، وخاصَّة التَّعليمات العظيمة.

أفضلُ شيءٍ تفعله هو الاهتمام بكلِّ ما يقوله الربُّ، وهكذا لن تحتقرَ أيّاً من أوامرهِ. حسنًا، إذا لم تمارس الوصايا الصَّغيرة وتتعلَّمها، فسوف تُدعى صغيراً في ملكوت السَّماوات. من ناحيةٍ أخرى، إذا نفَّذتَ وعلَّمتَ الوصايا الكبيرة، فستبقى بين الذين يُدعون عظماء في ملكوت السَّماوات. لستُ بحاجةٍ لأن أسأل في أيِّ مجموعة تريد أن تكونَ.

إنَّ موقفنا من وصايا الربِّ هو الدَّليل على أنَّنا نحبُّه حقًا أم لا. وبالتَّالي، حاول معرفة ما يريدك أن تفعله. إذا تلقيتَ أمراً بفعلِ شيءٍ عظيمٍ، فلا تخفْ ولا تصلِّي أن يختار شخصاً آخر. من يتلقى وصيَّة ويفي بها لن يخسرَ أجره.

أتمَّ الشَّابُ الغنيّ بالفعل جميع الوصايا تقريباً، لكنَّ يسوعَ أخبره أنَّه يفتقر إلى شيءٍ واحدٍ لدخول ملكوت الله. لم يُعجَب الشَّاب بما قاله يسوع وذهب حزينًا (مرقس10: 17-23)، لأنَّه أحبَّ ممتلكاته أكثرَ من الربِّ. لا تتبعوا مثاله (مزمور10:62؛ متى6: 19-20). احفظ جميعَ الوصايا!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز