-
-
فَسَكَتَ الْجُمْهُورُ كُلُّهُ. وَكَانُوا يَسْمَعُونَ بَرْنَابَا وَبُولُسَ يُحَدِّثَانِ بِجَمِيعِ مَا صَنَعَ اللهُ مِنَ الآيَاتِ وَالْعَجَائِبِ فِي الأُمَمِ بِوَاسِطَتِهِمْ. (أعمال الرُّسل12:15)
إلهُنا صانع المُعجزات. يعمل آياتٍ وعجائب. لقد تصرّف بهذه الطريقة مع كلِّ الذين يؤمنون به وبكلمتهِ، وكلِّ الذين لا يتورَّطون بأعمالِ المُجرِّب. نتيجة لذلك، تنمو أعماله في كلِّ مكانٍ؛ يجمعون حشودًا من النَّاس الذين اختبروا محبتِه الكبيرة. لا يوجد شيءٌ أفضل من اتِّباع الأمثلة التي قدَّمها الربُّ يسوع، لأنَّها تنيرُ طريقنا وتفعلُ الخيرَ لنا.
لم يَسعَد الرَّسول بولس برؤية يسوع يخدم شخصيّاً لأنَّه تغيَّر بعد عدَّة سنواتٍ من موت يسوع. رغم ذلك علِم بولس أنَّ المُعلِّم قد حقَّق الوعود التي قطعَها في العهد القديم، بدأ يكرز بالإنجيل، واستخدمه الله ليقوم بأعمالِه الكاملة من خلاله. يمكنك أنت أو أيِّ شخصٍ آخر ويجب عليك أن تؤمن أنَّ الله القدير لديه خطة مماثلة لحياتك أيضاً.
أعمالُ الربِّ العظيمة التي حدثت أثناء خدمة بولس بين الأمم لم تحدث بسببِ بولس، كما لو كان فيه شيئًا مميّزًا. في الواقع، لو لم يفعل بولس ما أمرَه الله به، لما حدث شيءٌ. بالنِّسبة للذين يعيشون في "الرُّوتين الدِّيني"، لن يتغيَّر شيءٌ وستُنهي أيامك بأيدٍ فارغة. يتمتَّع الخدَّام الحقيقيُّون اليوم بتوفر نفس القوَّة تحت تصرُّفهم التي كان يتمتّع بها الرُّسلُ في المَاضي.
عندما جاء ملءُ الزمان، أرسلَ الله ابنه ليفدي البشرية. تمَّ إنجاز هذا العمل بالفِعل؛ لذلك فإنَّ العالم قد نضجَ للحَصاد، وصارَ مستعدًّا لرسالة الإنجيل الكاملة (يوحنا35:4). كلُّ الذين يؤمنون بما تقوله الكلمة ويكرِّسون أنفسَهم لعملِ الله سينتهي بهم الأمرُ لاكتشاف أنَّ كلَّ ما يحتاجون إليه هو الإيمانُ بحقيقة أنَّ كلمة الله ستجعل قوَّته تعمل في حياة المقيَّدين والمَرضى. سوف يُشرق مجدُ الله من خلال المؤمنين.
إنَّ الطريقة العاطفية للكرازة بالإنجيل والتي يُصِرُّ المتديِّنون على الكرازة بها، مدَّعين أنَّ الخبرَ السَّار الذي أمرَ يسوعُ أن يُخبَر به في كلِّ مكان، لا علاقة له بوصايا المعلِّم الحقيقية. إنَّ المقولة القديمة التي نكرزُ بها بإنجيل الرَّخاء لا أساسَ لها من الصِّحة أكثر من أيِّ وقتٍ مَضى. الحقيقة هي أنَّ ما يريده كثيرٌ من النَّاس هو التَّبشير بـ "الأخبار السَّيئة" عن البؤس والهزيمة والخطيئة، التي تغرق وتسود في قلوبهم غير المولودة ثانيةً.
ليس هناك بديلٌ عن الخدمة المُعجزية لملكوتِ السَّموات. حيث يتمُّ الإعلان عن رسالة الإنجيل الكاملة بقوة الرُّوح القدس، تحدث المُعجزات والآيات والعجائب، ممَّا يقود الكثير من الخطاة إلى الهداية. لماذا يجب أن نخفِّف الرِّسالة لتجنُّب "الإساءة" إلى شخصٍ ما، وبالتَّالي الإساءة إلى المعلِّم؟ إنَّه قرارٌ خطير للغاية يتَّخذه معارضو الحقّ. لا يدركون أنَّ الشَّيطان يضلِّلهم.
سيعود الربُّ عندما يُكرز بالإنجيل، مع إظهار الرُّوح القدس وقوَّة الله، في جميع أنحاء العالم (متى10:24). إنَّه نفس الإنجيل الذي بشَّر به يسوع والذي يشهد إحسانَ الآب لجميع النَّاس. أطِع العليَّ دائماً وأوفِ بوصاياه. اِهربْ من الخطيئة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز