-
-
وَلكِنْ كُنْتُ مُحْتَرِصًا أَنْ أُبَشِّرَ هكَذَا: لَيْسَ حَيْثُ سُمِّيَ الْمَسِيحُ، لِئَلاَّ أَبْنِيَ عَلَى أَسَاسٍ لآخَرَ. (رومية20:15)
إنَّ ترتيب يسوع لجميع الذين نالوا الخلاص هو: "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلِّها" (مرقس15:16). بخصوصِ هذا الأمر، فهِمَ بولسُ أنَّه لا ينبغي أن يبني على أساسٍ آخر. ولكنَّنا نرى في أيَّامنا هذه، أنَّ قرار الرَّسول بولس لا يعني شيئاً بالنِّسبة لكثيرٍ من المسيحيين الذين يهدفون إلى جذبِ أعضاءٍ من الخدمات الأخرى إلى خدماتِهم، راغبين في أن يُعرفوا كمبشِّرين عُظماء. حسنًا، يجب أن يعملَ الإنسانُ ما أمر به الربُّ فقط.
إذا وضعنا الجسَد جانباً، فلدينا درسٌ آخر قدَّمَه بولسُ: من الضَّروري أن نجعلَ هدفنا هو الكرازة بالإنجيل. من الضَّروري أن نكرِّس أنفسَنا بالصَّوم والصَّلاة، حتى يتمَّ إبعاد المزيد من النَّاس عن ملكوت الظَّلام ويأتوا إلى ملكوتِ الله. من الضَّروري في كثيرٍ من الأحيان خوض معارك كبيرة في الصَّلاة وإعطاء أوامر بغية تحرير النَّاس فِعلاً. لذلك من الضَّروري أن نتبع بدقة تعليمات الكتاب المقدَّس.
مهمَّتنا الأولى هي أن يُعرَف المسيح في وسَط الضَّالين المُحاطين بالظلام، الذين هم أعضاء في عائلاتنا أحياناً كثيرة. عندما نُعلن اسمَ الربّ القدُّوس، فإنَّنا نجعل النَّاس يفهمون أنَّ اسمَه هو المفتاح الذي يُمكن أن يساعدهم في التخلُّص من أيِّ نوع من الخطيئة والمُعاناة. من الضَّروري أن تتعلَّم وتُثبِت أنَّك تعرف القوَّة الموجودة في اسم يسوع؛ بهذه الطريقة، لن تُرفَض أوامر الله أبدًا.
بلا شكّ، إنَّ الذين يُعلنون بشرى الإنجيل هم أهمّ أناسٍ على وجه الأرض، لأنَّهم يعرفون الحلَّ لجميع المشاكل. عندما يقولُ الطبيب أنَّه لا يوجد أمل وأنَّه لا يُمكن فِعل شيء، ويكون النَّاس على استعدادٍ للاستسلام، ويقبلون أنَّه لا يوجد شيءٌ آخر يُمكن القيام به، فإنَّ المبشِّرين الذين تمَّ مسحُهم وتزويدهم برسالةٍ بسيطة يكونون قادرين أن يجعلوا الإيمان ينهض في قلوبِ هؤلاء النَّاس.
بالإضافة إلى إرشاد الضَّالين إلى الطريق الوحيد- الربُّ يسوع- نحن مدعوون لبناء جسَد المسيح أيضاً. هذه من أشرف الإرساليات التي يسمح الله لنا القيام بها، لأنَّه لا فائدة من رفع وعي الإنسان لحاجتِه إلى الخلاص ثمَّ تركه يموت روحياً. أولئك الذين يتعبون من أجل نموِّ جسَد المسيح يقومون بعملٍ مباركٍ.
لا يوجد أيُّ شخصٍ آخر يُمكنه تنفيذ عمل الله بخلافِ الذين التقوا بيسوع حقاً ودُعوا لمثلِ هذه الخِدمة. من المؤكَّد أنَّ الشَّيطان يُجرِّب- بالمال أو بإشبِاع الرَّغبات الجسَدية لذوي القلبٍ الضَّعيفٍ- الشَّخص المُختار لإنجاز الخِدمة الإلهيَّة المقدَّسة. لهذا من الأفضل الهروب وعدم الوقوع في إحدى المجموعات المُستبعدة من الخلاص (كورنثوس الأولى10:6). لا يُمكن لله أن يستخدم شخصاً يسمح للشِّرير باستخدامِه.
كُن أمينًا إلى المُنتهى (رؤيا 2-10 ب)، لأنَّ المسيح أعدَّ إكليل الحياة ليمنحك إيَّاه. لا تستبدله بشيءٍ آخر، ولا تسمح لنفسِك بأن تُخدَع بأيٍّ من أعمال الشَّيطان. كُنْ حازمًا دائمًا في تحقيق ما تعلم أنَّه مشيئة الله. إنَّ العالم يمضي، وشهوته تمضي، أمَّا الذي يصنع مشيئة الله، فذاك يثبت إلى الأبد (1يوحنا17:2).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز