قوة الإيمان

كلُّ مهمَّة يعطينا إيَّاها الربُّ هي خدمة لملكوتِه ومعها تأتي القوَّة لنا لصُنعِ المعجزات والآيات والعجائب في كلِّ مكان نُرسل إليه. من المُحزن أن نعرف أنَّ جزءًا كبيرًا من تلاميذ المعلِّم يؤمنون أنَّ قلَّة قليلة من الأشخاص المتميِّزين لديهم القدرة على القيام بنفس الأعمال التي قامَ بها يسوع. لكنَّ الحقيقة هي أنَّ جميع المخلّصين مخوَّلون من قِبَله للاقتداء به في كلِّ شيءٍ.

لم يفعل يسوعُ شيئًا من نفسِه: وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. (يوحنا28:8). الربُّ اليوم، وهو الذي لا يتغيَّر (ملاخي6:3) لن يفشلَ أبدًا في الوفاء بوعوده. في هذا العالم يتغيَّر كلُّ شيء إلَّا إلهنا. عندما يؤمن المسيحيُّون بوحي الكلمة، يتمُّ استخدامهم بنفس الطريقة التي استُخدِم بها خدَّام الله في أزمنة الكتاب المقدَّس. بدون شكٍّ سنُحدِث تغييرًا هائلاً في العالم إذا قُمنا بعمل الله كما يأمرنا الكتاب المقدَّس.

كُن حذرًا، لأنَّك إذا لم تتمكَّن من تحقيق ما أوصاكَ الله بفعلِه، فلن تنتقل قوَّتُه إلى العَمل. عندما يفهم المؤمن رسالته، ويأمر بإيمان باسم يسوع، سوف ينتقل الجبلُ عن طريقه بعيداً، أو يختفي المرض أو الألم، أو المشكلة سوف تتلاشى، فإنَّ قوَّة الله تعمل لإتمام ما أمَر به. والذين يؤمنون سيرون مجدَ الله (يوحنا 40:11).

لا يتوقع أيُّ مُزارع الذَّهاب إلى الحقل والعثور على الفاكهة في اليوم التالي لزرع البذور. فهو يعلم أنَّ الوقتَ ضروريٌ لكي تنمو البذرة وتؤتي ثمارها. ما لم يكن ذلك بتدخُّل إلهي، يجب ألَّا نتوقع أبدًا إنتاج أيَّ فاكهة قبل اكتمال جميع المراحل. نفس الشَّيء ينطبق على البذار الإلهية. يجب أن نزرعَها، وعلى الرُّغم من أنَّنا نتطلَّع إلى رؤيتِها تنمو وتؤتي ثمارها، يجب أن نسمحَ بمرور بعض الوقتِ وأن نتَّسم بالصَّبر. عندها فقط سنرى الثِّمار.

الشَّيء الصَّحيح الذي يجب فِعله هو اتباع التَّعليمات التي قدَّمها الربُّ من خلالِ كلمته. وسوف نرى النتائج عندما يحينُ وقتُ ظهور الثِّمار. تعودُ أصولُ قانون الزَّرع والحصَاد إلى إلهِنا. لقد ضَمِن أنَّ هذا القانون مستمرٌّ مادامت الأرض موجودة (تكوين22:8). وهذا صحيح بالنِّسبة للعالم المادي والرُّوحي على حدٍّ سواء. ولكنَّ الصَّبر هو أهم عنصر، كما أوعز لنا بولسُ. لو لم تثبت فيه هذه الفضيلة، لَما أعطت خدمته أيَّ ثمارٍ.

دع الرُّوح القدس يؤكِّد دعوته من خلال العلامات التي يجب أن تتبع الكرازة بالإنجيل دائماً. أيُّ نصيحة تقدِّمها لأيِّ شخصٍ وأيُّ صلاة تقوم بها من أجل شخصٍ محتاج سوف تتحقَّق. لقد أعلن أنه يتمِّم كلمة خادمه (إشعياء26:44 أ).

أنتَ مميَّز لدى الربِّ. لديه شيءٌ ما لكَ كي تفعله- شيءٌ لا يمكن لأيِّ شخص آخر القيام به. من خلال كلمته، يمنحك الله القدرة على التصرُّف بنفس الطريقة التي عَمِل بها يسوع. المهمَّة التي كلَّفك بها فريدةٌ من نوعِها. لذلك لا تسمح لنفسِك بأن يغمرك التَّعب أو الكسَل ولا تسمح للعدوِّ أن يخدعك. يمكنك ويجب عليك تمثيل والدك بكلِّ كرامةٍ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز