اَلْمُقْتَنِي الْحِكْمَةَ يُحِبُّ نَفْسَهُ. الْحَافِظُ الْفَهْمِ يَجِدُ خَيْرًا. (أمثال8:19)

الله هو المصدرُ الوحيد للفهم والحِكمة والقوَّة. يجب أن ننتبه لئلَّا نطلب التَّوجيه من غيره. الإنسانُ محدودٌ في قدرته على ربط الأشياء مع بعضِها وهو أعمى فيما يتعلَّق بالعالم الرُّوحي. وبالتَّالي، يجب ألَّا يكون سيِّدًا أو مستشارًا أبداً. فقط يمكنه التكلُّم بشكلٍ صالح عندما يخدم الشَّخصُ الربَّ حقًا، إذا تعلَّم من الله من خلال الكتاب المُقدَّس.

أولئك الذين يقاومون دعوة العليِّ للتَّغيير والخلاص يُثبِتون أنَّهم لا يُحِبُّون أنفسَهم. الآن، إذا ماتوا دون أن يولدوا مرَّة ثانية، فلن يتمكَّنوا من الدُّخول إلى ملكوت السَّماوات. الأعمالُ الصَّالحة التي ربما مارسوها لن تحلَّ محل الولادة الجديدة، وبالتَّالي سيُتركون في الخارج مع كلِّ الذين ضلُّوا. وفي النِّهاية، سيمشون نحو البُحيرة المتَّقدة بالنَّار والكبريت إلى الأبد.

كما أنَّ معاناتهم لن تكون بعد المَوت فقط. فحتى لو كانوا أثرياءً للغاية، ويعيشون في ظلِّ ثروةٍ كبيرة، ويُشبِعون جميعَ رغباتهم، فإنَّهم سيختبرون أصعب التَّجارب في هذا العالم. أولئك الذين لا يخضعون للربِّ يمرُّون برحلةٍ حزينة. من ناحيةٍ أخرى، يتمتَّع المُخلَّصون بالخير والأفضل. بالنِّسبة لهم، الطريق إلى الآب مفتوح دائمًا لسماعِ صلواتهم.

أحدُ الأشياء الجيدة التي يُمكننا القيام بها في هذه الحياة هو اكتساب الفهم. المخلّصون الذين لا يدركون هذا لا يعرفون كميَّة الخسارة. "الطعام"، وهو الفهم الذي أعطاه المسيح الذي سيدوم إلى الأبد. النُّور الذي يعطينا إيَّاه الآن، من خلال كلمته، سيكون ثمينًا بالنِّسبة لنا في السَّماء. إنَّ وصيَّة السَّيد هي العمل للحصول على هذا الخُبز، الذي سيكون نافعاً لنا هنا وفي الحياة الأبدية أيضاً.

فالخالقُ يوجِّه أرواحنا وله الكثير من التَّعاليم التي سيقدِّمها لنا، والتي ستكون مفيدة جدًا في حياتنا اليوميَّة، لأنَّها ستمنحنا النَّصر على هجمات العدوِّ. يحاول الشَّيطان أن يجذبنا نحو ذراعيه القذرة ليُبعِدنا عن العليِّ. لذلك، لا يُمكننا التوقف عن طلب الارشاد الصَّحيح من الربِّ. إنَّه حكيم ويخدمنا بكلِّ ما نحتاجه لبقيَّة حياتنا.

نصيحة مهمّة أخرى هي الحفاظ على الفهم. لا تدخل في مباحثات الشِّرير أبدًا، لأنَّه كاذبٌ ومُخادع ومُنحرف. فهو يحاول ويسعى كي يتبنَّى الناس أشياءه القذرة. كُنْ حكيمًا واحتفظ بالقدرة التي أعطاها لك الآبُ لمعرفة الخير والشَّر، لئلَّا تقع في التَّجربة.

العليُّ يتمنَّى لك أن تجد ما هو حَسَن. يريد أن يراك مبتهجًا وحيويًا ومستعدًّا لتلقّي ما يريد أن يظهره لك في كلمته دائماً. وهكذا لن تتعثَّر في أيِّ شيء. طريقُ الذين يجدون الخير هو أحدُ الإنجازات الجميلة. يرغب الآبُ السَّماوي أن يصنع أشياء من خلالك. سِر في الاتجاه الذي منحَهُ لك وعِشْ بشكلٍ جيِّد!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز