-
-
رُبَّ مُلْكٍ مُعَجِّل فِي أَوَّلِهِ، أَمَّا آخِرَتُهُ فَلاَ تُبَارَكُ. (أمثال21:20)
في مناسباتٍ عِدَّة، يقولُ الكتابُ المقدَّس أنَّ الخطيئة مُستعجلة. عندما تشعر أنك وُعِدت ببركةٍ ما، فلا تتسرَّع للحصولِ عليها. تتمثَّل إحدى إرساليات الرُّوح القدس في تعليمنا ما يخصُّنا في المسيح. وبالتَّالي، من الجيِّد استشارته حول كيف ومتى يجب أن نحدِّد شيئًا ما ليحدُثَ. في بعضِ الأحيان، سيتمُّ الوفاءُ بالوعدِ لاحقًا؛ وأحياناً تتحقَّق مباشرة عندما يتمُّ الإعلانُ عنها.
أولئك الذين يسيرون في شركةٍ مع الربِّ يعرفون وقتَ وطريقةَ عملِ ما أُعلِن لهم. لذلك، لكي تكونَ بلا عيبٍ، لا تدع أيَّ شخصٍ أو أيَّ شيءٍ- ولا حتى الضَّرورة المُلِحّة للمعجزة- تدفعك لتحصل على ما أعطاكَ اللهُ إيَّاه باستخدامِ أيِّ طريقةٍ أخرى قد لا تكون من الربِّ. قد يُعطِّلُ الأشخاصُ المتسرِّعون أو القلِقون الخطَّة الإلهيَّة بمحاولة امتلاك شيءٍ ما في الوقت الخطأ.
أولئك الذين لم يَسمعوا بالوعدِ وادَّعوا الحصولَ عليه مسبقاً، بدونِ التَّوجيه الإلهيّ، لا يتصرَّفون بحكمةٍ. ربما لا يزالون يفتقرون إلى الهيكل الصَّحيح لإدارة ما سيتمُّ وضعه في أيديهم بشكلٍ جيِّد. يجب أن تثِقَ بأنَّ كلَّ ما وَعَدَ به الربُّ سوف يتحقَّق، ولكن من المهمّ أن تكون ناضجًا في الإيمان، حتى لا تتصرَّف بشكلٍ خاطئٍ. أولئك الذين لم ينضجوا بعد ليكونوا وكلاءً للعليِّ قد تفسدهم القوَّة.
اختبأ شاولُ لئلَّا يجده صموئيل فيمسحه ملكًا على إسرائيل. ولكنَّه بعد ذلك، امتلأ بالحَسَد ضدَّ داود وحاول قتلَه، لأنَّ كلَّ شيءٍ كان يشير إلى أنَّ داود سيتولَّى المملكة مكانَه. لا يُمكننا القول أنَّ شاولَ أو صموئيلَ تصرَّفوا على عجلةٍ. بأيِّ حالٍ، فإنَّ الافتقار إلى الاستعداد الرُّوحي يشكِّلُ خطرًا على كلِّ من يتلقَّى الوعدَ، لأنَّه إذا امتلكه على عجلةٍ فقد يتحوَّل إلى شيءٍ سيّء (جا١:٣).
وفقًا للفهم الكتابي، التَّسرُّع خطيئة. ما يقوله الله ليس مفتوحًا للنِّقاش، بل للطاعة. يقولُ بوضوح أنَّه ليس من الجيِّد الحصول على الميراث قبل الوقت المُناسب. حتى لو كان كلُّ شيءٍ يشيرُ إلى أنَّ هذا هو الوقت المُناسب، أو أنَّ الآخرين سيحاولون خِداعك، فاتبع الخطوات الصَّحيحة حتى يمنحك الرُّوح القدس الضَّوء الأخضر. أولئك الذين لا يعتبرون المشورة الإلهيَّة سيلاحظون لاحقًا أنَّهم لم يتَّخذوا القرار الصَّحيح. إنَّ السَّير بأمانٍ هو اتِّباع التَّوجيه الإلهي (مز18، 30).
تحدَّثَ بولسُ عن بابٍ عظيمٍ فُتح له (1كو9:16). ولكن بدلاً من أن يدخله بسرعةٍ، طلبَ الصَّلاة. يعرفُ العليُّ كلَّ الأشياء التي ستحدث خلال فترة وجودنا على الأرض. لهذا السَّبب، أعطانا روحه القدُّوس ليُرشدنا. أولئك الذين يُعلنون، دون تفكير، أنَّ شيئًا ما مقدَّسٌ ويجب قبوله بسرعةٍ، قد يندمون لاحقًا. ومع ذلك، قد تكونُ التَّوبة المتأخرة عبثًا.
يريدُ الربُّ أن يبارك كلَّ ما هو لنا. لن يعطينا أيَّ شيءٍ من شأنهِ أن يسبِّب لنا الأذى. من الضَّروري أن تشعرَ بتوجيهِه المقدَّس من أجل اتِّخاذ الخطوة الصَّحيحة. لذلك صلِّ من أجلِ كلِّ الفُرص التي قد تُتاح لك. تقدَّم عندما تشعر من الله أنَّ هذا هو الوقتُ المُناسب! ولكن أطِع عندما يكونُ التَّوجيه الإلهي لك أن تنتظر.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز